مكتبنا في الرياض وتعبئة الإيرادات العربية
تلعب المنطقة العربية دوراً متزايد الأهمية في عالم سريع التغير. وينعكس هذا في عمق ونوعية ارتباطاتنا. وبالنسبة للمستقبل، فإن الوزراء من المنطقة سيوجهون اتجاه البنك الدولي وصندوق النقد الدولي - حيث يتولى الوزير الحسيني منصب رئيس لجنة التنمية والوزير الجدعان رئيسًا للجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية.
إن تولي العالم العربي قيادة كلا اللجنتين تشكلان علامة فارقة أخرى في القيادة العالمية للمنطقة.
وفي وقت التحديات الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية والحرب، من المهم للغاية أن نزرع الآن بذور النمو والتعاون والسلام والازدهار.
ولا تزال آفاق النمو على المدى المتوسط هزيلة عند نحو 3 %، مقارنة بالمتوسط التاريخي البالغ نحو 3.8 %. ويمكن تعزيزها بعوامل مثل التطورات في الذكاء الاصطناعي. لكن مع تعرض نحو 40 % من الوظائف للذكاء الاصطناعي -سواء على مستوى العالم أو في العالم العربي- فإن آثاره غير مؤكدة.
ومن الناحية الاقتصادية، كان تأثير الصراع مدمرا في غزة، حيث انخفض النشاط بنسبة 80 % في الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر مقارنة بالعام السابق - وفي الضفة الغربية بلغ الانخفاض 22 %.
إن التوقعات الأليمة للاقتصاد الفلسطيني تزداد سوءاً مع استمرار الصراع، ولن يغيره جذرياً إلا السلام الدائم والحل السياسي. وبالنظر إلى الاقتصادات المجاورة، فإن الصراع يؤثر في السياحة، التي تعد شريان الحياة بالنسبة لكثيرين.
وفي جميع أنحاء المنطقة وخارجها، يظهر التأثير من خلال ارتفاع تكاليف الشحن وانخفاض أحجام العبور في البحر الأحمر - حيث انخفضت بنسبة 50 % تقريبًا هذا العام .
الطريقة الأولى لتغذية الشجرة هي تعبئة الإيرادات. وبوسع البلدان أن تعمل على توسيع قدرتها الضريبية بالاستعانة بمؤسسات أقوى، وأطر أفضل تصميما، وجمع إيرادات أكثر قوة. تصميم السياسة الضريبية هو المفتاح. قام عديد من البلدان بتحسين أنظمة ضريبة القيمة المضافة. وقامت بعض الدول، بتوسيع ضرائب الدخل الشخصي – التي لا يتم استغلالها بالقدر الكافي في المنطقة – وجعلتها أكثر تصاعدية. وقد انضمت 11 دولة عربية بالفعل إلى الاتفاقية العالمية للحد الأدنى من الضرائب على الشركات.- الضرائب غير المباشرة الأخرى، فقامت الأردن السعودية بترويج الفواتير الإلكترونية.
تعزيز الامتثال يمكن أن يؤتي ثماره بشكل كبير!
ثانياً، نستطيع أن نزرع الشجرة من خلال إلغاء إعانات دعم الطاقة التراجعية.
وتظهر الورقة التي أطقلناها هنا أن الإلغاء التدريجي لدعم الطاقة الصريح يمكن أن يوفر 336 مليار دولار في المنطقة - أي ما يعادل اقتصاد العراق وليبيا مجتمعين - بما في ذلك البلدان المصدرة للنفط.
أما الطريقة الثالثة لتغذية الشجرة المالية فهي: تحسين أداء المؤسسات المملوكة للدولة. وتمتلك الشركات المملوكة للدولة في العالم العربي كثيرا من الأصول، حيث تتجاوز أصولها 50 %، بل حتى 100 % من الناتج المحلي الإجمالي في بعض البلدان.
النتائج؟ انخفضت ديون الشركات المملوكة للدولة من 41 % من الناتج المحلي الإجمالي في 2021 إلى 30 % في 2022.
لقد وفرنا نحو 64 مليار دولار من السيولة والاحتياطيات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ بدء الجائحة، بما في ذلك ثمانية مليارات دولار في العام الماضي. ومن هذا المبلغ، يأتي 1.6 مليار دولار من أحدث أدواتنا .
وبالتعاون مع البنك الدولي، قدمنا مبلغ 4.5 مليار دولار لتخفيف عبء الديون عن الصومال، تتويجا لأعوام من إعادة البناء. كما قمنا أيضًا بتعزيز تنمية القدرات في جميع أنحاء المنطقة، ويعمل مكتبنا الجديد في الرياض (صندوق النقد الدولي) على تعزيز وجودنا وشراكاتنا مع المؤسسات العربية.