للطاقة وطن .. وللوطن طاقات متجددة

تشهد السعودية تحولا سريعا ومطردا بالتنوع في مصادر الطاقة سواء التقليدية أو المتجددة، حيث نشهد اكتشافات جديدة لحقول النفط والغاز بين فترة وأخرى، ونشاهد أيضا طفرة في مشاريع الطاقة المتجددة والمنتشرة حولها ضمن مشاريع البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، التي تسهم حتما في تنوع مزيج الطاقة نحو استدامتها وبما يتوافق مع مستهدفات عدة كمبادرة السعودية الخضراء نحو الحياد الصفري بحلول عام 2060.

لكن طاقة هي الأخرى جرى الاهتمام بها ورعايتها أيما رعاية من قبل وزير الطاقة شخصيا، الذي بدوره يعزز لمفهوم إنتاج أسمى وأنبل أنواع الطاقة المستدامة التي هي الأساس لنجاح أهداف رؤية السعودية 2030 وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

تلك الطاقه هي "طاقة الشباب السعودي" التي تعمل منظومة الطاقة حثيثا على استثمارها خير استثمار، وكأن لسان الحال يقول للعالم كما أن للطاقة وطنا (هو السعودية) فإن للوطن أيضا طاقات متجددة (هي الشباب).

الشواهد كثيرة على تعزيز وتمكين وزارة الطاقة للطاقات الشابة من بنات وأبناء الوطن، حيث تقود الوزارة زمام المبادرة والقيادة النوعية لملفات مهمة وحساسة تتنوع في مشاريع متعددة مثل التحول إلى الطاقة المتجددة، الاقتصاد الدائري للكربون، استدامة الطلب على البترول، الابتكار والذكاء الاصطناعي، البترول والغاز، وحتى قيادة ملف التغير المناخي في المحافل الدولية والمؤتمرات المتعلقة بالمناخ، التي كان آخرها المشاركة في مؤتمر الأطراف للمناخ COP28 في دبي نهاية 2023 ومواجهة العالم بالحقائق والبراهين العلمية والعملية التي تنم عن جدية السعودية في قيادة ملف التغير المناخي ليس محليا فقط بل وحتى عالميا وبقيادات شابة مدعمة بخبرات تحمل في طياتها الذاكرة المؤسسية لقطاع الطاقة والتغير المناخي مع الخبرة السياسية في إدارة المواقف المتعلقة بالسعودية، في خطوة نحو تدعيم طاقة الشباب بالخبرات المحلية اللازمة لتحقيق "مزيج الطاقة الأمثل" وضمان استمرارية التميز القيادي لدى الجيل القادم. وكما أضاف وزير الطاقة خلال انعقاد مؤتمر مبادرة القدرات البشرية الأسبوع الماضي، أنه وفقا للإحصائيات فإن مشاركة المرأة في قطاع الطاقة عالميا تعد قليلة، ما يجعل المهمة أمام القطاع كبيرة وصعبة لكنها قابلة للتحقيق بالنهج الشامل، وأن لدى منظومة الطاقة استراتيجيات ومؤشرات أداء رئيسة لتحقيق المستهدفات من خلال التركيز على القدرات البشرية الخاصة بالقطاع لاستهداف توطين 75 % من الوظائف عالية الأهمية وإتاحة أكثر من 150 ألف وظيفة إضافية بحلول 2030، ولعل أحدث الخطوات التي تمت أخيرا في هذا الصدد شملت الإعلان عن تدشين كلية كابسارك للسياسات العامة والأولى من نوعها في السعودية للتركيز على القطاعات الحيوية كالطاقة والمناخ والاستدامة، إضافة إلى معهد الطاقة وغيرهما من الجهود التي لا يمكن حصرها في هذا المقال.

الجدير بالذكر أن تعزيز مشاركة المرأة في منظومة الطاقة يشكل أحد أهم المحاور التي تدعمها الوزارة ضمن مستهدفات الرؤية خصوصا مع العدد القليل من النساء في هذا القطاع مقارنة بقطاعات أخرى مثل التعليم والصحة وغيرها، وقد تمت مشاهدة الكفاءات الوطنية الشابة التي تقف بثقة وثبات في المحافل الدولية خصوصا عند التمثيل الدبلوماسي والرسمي للسعودية في المؤتمرات المتعلقة بالطاقة والمناخ في مختلف الدول والأقطار، حتى إن أسماء من الشابات والشبان السعوديين بدأت تبرز وسيكون لها التأثير الكبير في ساحة المناخ الدولي في مقبل الأيام بإذن الله.

إن قيادة ملف تمكين طاقة الوطن الأولى عمليا وبالمثال من قبل منظومة الطاقة لهي المثال الذي يحتذى به على الأصعدة كافة سواء القطاع العام أو الخاص أو حتى القطاع الثالث، حيث إنه بتضافر الجهود سيكون لها دور حيوي في نهوض الوطن وضمان استمرار تدفق طاقاته الشابة في نسيج مترابط يحقق الاستدامة في القوى البشرية، وتمكين الشباب لبناء الوطن وإعمار الأرض، وإثباتا للحقيقة الأهم أن للطاقة وطنا.. وللوطن طاقات شبابية متجددة.

 

 

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي