محللون: البيانات الاقتصادية قدمت إشارات متضاربة للمتداولين في أسواق النفط
توقع بنك ستاندرد تشارترد أن المعنويات الهبوطية المقترنة بانخفاض تقلبات السوق النفطية من المرجح أن تستمر حتى تعلن أوبك + عن سياستها الجديدة.
ورجح البنك أن التطورات الإيجابية من قبل أوبك + يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع آخر في أسعار النفط.
وأدى ظهور مخاوف التضخم مرة أخرى في الحد من مكاسب أسعار النفط حيث انخفض خام غرب تكساس الوسيط إلى أقل بكثير من مستوى 80 دولارًا الذي تجاوزه في بداية الأسبوع، مع فقدان خام برنت أيضًا قوته حول 82 دولارًا للبرميل.
و قام بنك الاحتياطي الفيدرالي بكبح أسعار النفط عندما اقترح الانتظار لأشهر أطول قبل تنفيذ أي تخفيضات في أسعار الفائدة حيث فشلت أرقام التضخم في رسم صورة واضحة.
ويقول لـ"الاقتصادية"، مختصون ومحللون نفطيون إن بنك الاحتياطي الفيدرالي كان يبحث عن مؤشرات إلى أن التضخم في طريقه إلى الانخفاض إلى 2 % قبل أي تخفيضات في أسعار الفائدة بينما كان المعنيون بالسوق يأملون أن يتم ذلك في يونيو أو يوليو.
وأوضحوا إلى أن البيانات الاقتصادية قدمت إشارات متضاربة للغاية للمتداولين في النفط الخام، مع ارتفاع مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 0.5 % في أبريل، ما يشير إلى ضغط تضخمي على النقيض من مؤشر أسعار المستهلكين الذي حقق التوقعات بارتفاع متواضع بنسبة 0.3 %، ما يشير إلى تراجع التضخم.
وفي هذا الإطار، يشير أندريه جروسي مدير شركة "إم إم إيه سي" الألمانية: إن خام برنت ارتفع نحو 6 % هذا العام، مدعوما بعوامل من بينها تخفيضات إمدادات أوبك+.
وأضاف أن المخاطر الجيوسياسية لا تزال قائمة أيضا، مع الغارات الأخيرة بطائرات دون طيار على مصافي النفط الروسية وتوترات منطقة البحر الأحمر، ومع ذلك فقد هدأت الأسعار منذ منتصف أبريل الماضي.
وتراجعت أسعار النفط للجلسة الرابعة على التوالي اليوم بعد أن كشف محضر الفيدرالي الأميركي عن مناقشات بشأن مزيد من التشديد النقدي إذا ظل التضخم مرتفعاً، وهي خطوة قد تضر بالطلب على النفط.
ويرى، مفيد ماندرا نائب رئيس شركة "إل إم إف" النمساوية للطاقة أن أسعار النفط انخفضت متأثرة بانخفاض أسواق الأسهم وتقرير حكومي أظهر زيادة مخزونات الخام الأمريكية بأقل من المتوقع.
وأفاد أن التجار تعاملة أيضًا مع تراكم المخزون الإجمالي ببعض الشكوك حيث ارتفع عامل تعديل تقرير المخزونات - وهو في الأساس هامش الخطأ - إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر.
ومن ناحيته... يقول ألكسندر بوجال مستشار شركة "إنرجي جي بي" الدولية: إن الديناميكيات في أسواق النفط العالمية أظهرت تغيراً طفيفاً خلال الأسبوعين الماضيين وما زالت صناديق التحوط تميل نحو الجانب القصير من السوق، كما أدت حركة الأسعار الجانبية المطولة إلى دفع التقلبات نحو الانخفاض.
وأظهر محضر اجتماع السياسة النقدية الماضي للفيدرالي الأميركي أن استجابته للتضخم المرتفع "ستتضمن الإبقاء" على سياسته لأسعار الفائدة في الوقت الحالي، لكنه أشار أيضاً إلى مناقشة احتمال فرض زيادات أخرى.
وفيما يخص الأسعار، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 46 سنتا بما يعادل 0.6 % إلى 81.44 دولار للبرميل، وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 54 سنتا أو 0.7 % إلى 77.03 دولار. وانخفض كلا الخامين القياسيين بأكثر من 1 % يوم الأربعاء.