استمرار المعنويات الصعودية في سوق النفط
سجلت أسعار النفط مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي، حيث ارتفعت بنسبة 3.0 %، على الرغم من الانخفاض الطفيف يوم الجمعة. أنهى خام برنت وخام تكساس الوسيط تعاملات الأسبوع الماضي عند 85.24 و80.73 دولار للبرميل على التوالي. ويأتي هذا الارتفاع مدعوما بعلامات تشدد السوق في الربع الثالث وسط استمرار تخفيضات أوبك بلس، ارتفاع الطلب خلال موسم الصيف والسحب الكبير من المخزونات، فضلا عن تزايد التوترات الجيوسياسية.
بالفعل، ارتفعت أسعار النفط بنسبة 6 % منذ اجتماع أوبك بلس الأخير، والذي قررت فيه المجموعة تمديد تخفيضات الإنتاج بمقدار 3.66 مليون برميل يوميا حتى نهاية 2025. كما أعلن التحالف خطة للإلغاء التدريجي لقيود الإنتاج الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يوميا ابتداء من أكتوبر 2024 إلى سبتمبر 2025، ما أدى في البداية إلى انخفاض أسعار النفط الخام. وبعد أيام قليلة من الإعلان.
في الوقت نفسه، أدت الأحداث الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط إلى زيادة المخاطر الجيوسياسية ما أضاف علاوة مخاطر كبيرة إلى أسعار النفط. بالفعل، احتل تجدد التوترات الجيوسياسية مركز الصدارة الأسبوع الماضي، ما ترك الأسواق في حالة من التوتر على الرغم من عدم حدوث انقطاع مادي في إمدادات النفط حتى الآن. من ناحية الطلب، وصل استهلاك البنزين في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياته بعد الوباء، حيث وصل إلى 9.4 مليون برميل يوميا. وتتوافق هذه الزيادة مع توقعات سفر 71 مليون أمريكي خلال عطلة الرابع من يوليو المقبل، ما يعزز الطلب بشكل أكبر. في هذا الصدد، أفاد بنك جيه بي مورجان أن الطلب العالمي على النفط ارتفع بمقدار 1.4 مليون برميل يوميا هذا الشهر، مدفوعا بالسفر القوي عبر أوروبا وآسيا.
كان تقرير المخزونات الأمريكية الأسبوعي الصادر عن إدارة معلومات الطاقة صعوديا أيضا بالنسبة للأسعار، حيث أظهر أن مخزونات النفط الخام انخفضت بمقدار 2.5 مليون برميل، في الأسبوع المنتهي في 14 يونيو، متجاوزة توقعات المحللين. ومما زاد من الضغوط، انخفاض مخزونات البنزين ونواتج التقطير، ما يدل على زيادة الطلب على جميع الجبهات.
من جهة أخرى، بدأ الأسبوع الماضي ببيانات متباينة من الصين. حيث، ارتفعت مبيعات التجزئة في البلاد في مايو -وهو مقياس رئيس للإنفاق الاستهلاكي- بنسبة 3.7 % عن العام السابق، في حين ارتفع الإنتاج الصناعي بنسبة 5.6 % مقابل توقعات نمو بنسبة 5.9 %. وأظهرت أحدث الأرقام أيضا أن الصين عززت مخزونات النفط الخام في الأشهر الـ5 الأولى من العام، بينما انخفضت واردات النفط - وهي إشارة هبوطية لتوقعات الطلب.
في الأسابيع المقبلة، على الأسواق مراقبة عديد من العوامل الرئيسة عن كثب. سيكون استمرار سحب المخزون من النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير أمرا بالغ الأهمية للمراقبة. ومن الممكن أن يؤثر تصاعد التوترات الجيوسياسية، خاصة في الشرق الأوسط، في الأسعار بشكل أكبر. يجب على المتداولين أيضا الانتباه إلى الإشارات الصادرة عن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة، حيث يمكن أن يؤثر ذلك بشكل كبير في معنويات السوق.
من المرجح أن يلعب الطلب على السفر في الصيف، دورا محوريا في رفع الأسعار. ومع وجود حجم شراء كافٍ في العقود الآجلة، يمكن أن يشهد السوق زخما صعوديا كبيرا في الفترة المقبلة. بالفعل، المسرح مهيأ لتقلبات كبيرة في أسواق النفط، ما يوفر فرصا كبيرة للمتداولين للاستفادة من ظروف هذه السوق.
على العموم، لا تزال التوقعات قصيرة المدى لأسعار النفط صعودية بشكل حاسم. في هذا الصدد، توقع بنك جيه بي مورجان أن يصل سعر خام برنت إلى 90 دولارا للبرميل بحلول سبتمبر