شركات ذهب محلية تلجأ للتقنية في مشغولاتها لجذب المشترين وتعويض الخسائر

شركات ذهب محلية تلجأ للتقنية في مشغولاتها لجذب المشترين وتعويض الخسائر
الارتفاع الجنوني للذهب والتضخم العالمي انعكسا على القوة الشرائية.

لجأت عديد من شركات ومصانع الذهب في السعودية إلى استخدام تقنيات حديثة ومتطورة لتشكيل المشغولات الذهبية، دون الحاجة إلى كميات كبيرة من المعدن الأصفر، بحسب ما ذكره لـ"الاقتصادية" مستثمرون في القطاع.

وأكد المستثمرون أن الاستعانة بالتقنيات الحديثة بهدف مواجهة الارتفاع الكبير في أسعار الذهب عالميا؛ وتخفيف الخسائر الضخمة التي تعرضت لها الشركات نتيجة ضعف الشراء، مشيرين إلى إقبال العملاء على هذه النوعية من المشغولات التي أصبحت تشكل 60 % من خياراتهم، إذ يتم إنتاج مشغولات ذهبية بوزن أقل.

وفي هذا الإطار، قال عبدالغني المهنا الرئيس السابق للجنة الذهب في الغرفة التجارية في المنطقة الشرقية: إن ارتفاع الذهب في 2024 تسبب في خسائر لـ200 محل ومصنع وورشة في المنطقة بما يزيد على 250 مليون ريال نتيجة عدم قدرتهم على مواكبة تسلسل الارتفاعات المتواصل وهو حدث تاريخي لم يحصل من قبل إلا في بداية الألفية، وفي الثمانينات الميلادية.

وأضاف "تحاول بعض المصانع والورش الكبيرة المحافظة على أجور تصنيع الذهب خاصة في القطع التي ما زالت تعتمد بـ80 % على الأيدي العاملة الماهرة، وليس على التقنية لذلك ما زالت أجورهم في الجرام الواحد في حدود 25 ريالا، رغم أنها يفترض أن تكون في حدود 50 ريالا".

وأكد أنه في مثل هذا الوقت من العام يفترض أن تكون الحركة الشرائية في ذروتها، حيث إن فصل الصيف هو موعد إقامات الأفراح، لكن ارتفاع الذهب الكبير جعل كثيرا من العملاء يعيدون حساباتهم، إذ يكتفون بشراء النواعم من الذهب أو انتظار انخفاضه عالميا.

وسجل سعر أونصة الذهب ارتفاعا بأكثر من 11.4 % منذ بداية العام، مقارنة بسعرها في نهاية 2023 البالغ 2071 دولارا للأونصة.

من جهته، قال عبدالمحسن النمر المستثمر في قطاع الذهب والمجوهرات: إن الارتفاع الجنوني للذهب إضافة إلى التضخم العالمي انعكسا على القوة الشرائية، ما جعل كثيرا من المحلات تقلل السحب من المصانع والورش الكبيرة نتيجة انخفاض الطلب.

وأشار إلى أن التكاليف التشغيلية ارتفعت بنسبة لا تقل عن 25 % عن الأعوام السابقة وهو ما ينعكس على أجور المصنعيات للقطع الذهبية، ومن ثم أسعار الجرام، موضحا أنه كلما زاد إنتاج المصنع المعتمد بنسبة أكبر على التقنية انخفضت التكاليف، إذ إن مصاريف التكاليف توزع على القطع أو المشغولات المنتجة، والعكس صحيح.

وقال: "لدينا 14 محلا ومعرضا للذهب والمجوهرات، ونحاول قدر الإمكان أن نتكيف مع تأثيرات أسعار الذهب وتزايد التكاليف التشغيلية مع المحافظة على عملائنا الدائمين".

في حين يرى رئيس قسم الذهب والمجوهرات في شركة أبناء سالم العماري للذهب والمجوهرات صلاح العماري، أن اتجاه بعض المصانع في القطاع في الفترة الأخيرة لاستخدام تقنيات متطورة تعد محاولة لإنتاج مشغولات ذهبية بوزن أقل، ولكن بحجم أكبر وحرفية عالية وجودة مقبولة.

وأضاف "وإن كانت ليست بجودة الأوزان الثقيلة تعد محاولة ناجحة يمكن الاعتماد عليها إلى الآن لمواجهة الارتفاع الكبير لأسعار الذهب عالميا، الذي بلغت نسبته 80 % مقارنة بالأعوام الخمس الماضية".

وذكر أن هذه التقنيات المبتكرة أحدثت ثورة في صناعة المشغولات الذهبية، حيث كان في السابق من الصعب أن يجد العميل طقما أو مجموعة كاملة مكونة من حلق وخاتم وعقد وسوارة بوزن أقل من 40 جراما أو 35 جراما، أما الآن وبفضل هذه التقنية، يمكن شراء مجموعة كاملة بوزن أقل من 15 جراما.

وأكد وجود إقبال كبير من العملاء لهذه النوعية من المشغولات حيث أصبحت تشكل 60 % من خياراتهم، لأنها تلبي احتياجاتهم في ظل انعكاس التضخم العالمي على الاقتصاد وتأثير ذلك في القوة الشرائية.

وأوضح العماري أن متوسط الأرباح في الجرام الواحد في ظل الزيادة الكبيرة في التكاليف التشغيلية، لا تقل عن 25 ريالا إضافة إلى سعر المصنعية للقطعة والسعر العالمي للذهب.

يشار إلى أن الذهب استقر في المعاملات الفورية عند 2299.55 دولار للأونصة اليوم، بعدما انخفض أمس الأربعاء إلى أدنى مستوياته منذ العاشر من يونيو.

وتراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.1 % إلى 2310.20 دولار.

الأكثر قراءة