الصديقان الغريبان في سوق الأوراق المالية ينفصلان .. أين تستثمر أموالك؟
على مدى الأعوام العديدة الماضية، كانت أسهم شركات أشباه الموصلات وشركات بناء المنازل على توافق غير متوقع، لكن هذا قد لا يستمر طويلا.
يوم الخميس، تراجعت أسهم أشباه الموصلات 3.5 %، في حين ارتفعت أسهم شركات بناء المنازل 7 % تقريبا، لتتمتع بأفضل يوم لها منذ نوفمبر 2022.
ماذا يحدث هنا؟ رغم أن هذين القطاعين لا يتقاسمان الكثير، إلا أنهما من الممكن أن يكونا حساسين لأسعار الفائدة: يكسب بناة المساكن لأن انخفاض أسعار الفائدة يجعل الرهن العقاري أرخص ويعزز أسعار المساكن، وتستفيد شركات الرقائق لأن المعدلات المنخفضة تجعل أرباحها المستقبلية أكثر قيمة في النماذج المالية للمحللين، وفقا لـ"بارونز ".
حصلت شركات بناء المنازل، التي تخلفت بشدة عن بقية السوق هذا العام، على دفعة كبيرة من بيانات التضخم الصادرة يوم الخميس، حيث جاءت الأرقام أضعف من المتوقع، ما زاد احتمال أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، بدلا من نوفمبر الذي كان معظم المستثمرين يعتقدون قبل بضعة أسابيع فقط أنه سيشهد بداية التخفيض.
قد يستفيد صانعو الرقائق أيضا، إذا بدأ الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة. لكن نظرا للإثارة المحيطة بالذكاء الاصطناعي، والتقديرات المتباينة على نطاق واسع حول حجم الدور الذي سيلعبه في اقتصاد العقد المقبل، أصبحت أسعار الفائدة مسألة ثانوية بالنسبة لعديد من المستثمرين.
على عكس شركات بناء المنازل، كانت أسهم الرقائق على وشك الانهيار في 2024. وفي الآونة الأخيرة، تساءل عدد من مراقبي السوق، بما في ذلك "جولدمان ساكس" و"سيكويا كابيتال"، عما إذا كان الإنفاق الكبير على الذكاء الاصطناعي يمكن تبريره بالفوائد المحتملة على الأقل على المدى القصير.
حتى المستثمرين المتفائلين بشأن الوعد طويل المدى للذكاء الاصطناعي أصبحوا غير متأكدين. وهذا يترجم تحركات غير منتظمة في أسعار الأسهم.
وستتمتع شركات بناء المنازل بنمو مطرد خلال العقد المقبل بفضل طلب جيل الألفية وجيل زد على السكن، بعدما واجهت هذه الأسهم عددا من الرياح المعاكسة قصيرة المدى، مثل سوق الإسكان المتوقفة. ونتيجة جزئية لذلك، تتداول أسهم المساكن بنسب أرباح إلى السعر أكثر ملاءمة بكثير من شركات الرقائق.
ليس من الصعب فهم سبب ارتفاع الأسهم ذات الأسعار المنخفضة عند سماع أخبار جيدة، وأن نرى لماذا يكون لها مستقبل مشرق بمجرد أن تبدأ أسعار الفائدة في الانخفاض. وإذا سمح ذلك لسوق الإسكان بالعودة إلى طبيعتها، فإن الملايين من الأشخاص المحبطين في العشرينيات والثلاثينيات من العمر يمكنهم أخيرا شراء منازلهم الأولى.
قد لا تعد شركات بناء المنازل بارتفاع هائل، لكن مع تحسن صورة الأسعار، والتقييمات المنخفضة، فإنها تنطوي على مخاطر أقل.