"الاقتصادية".. وتحدي رقمنة الخبر الاقتصادي
بكبسة زر واحدة تأتي أخبار الاقتصاد في السعودية والعالم إليك دون عناء عندما تتصفح أقسام صحيفة العرب الأولى "الاقتصادية" العريقة التي يتجاوز عمرها 30 عاما أو تكون أحد مشتركيها على إحدى منصاتها في مواقع التواصل الاجتماعي وبشكل أكثر دقة في أروقة "الإعلام الجديد".
في خضم تحولات إعلامية كبرى عصفت بالصحافة الورقية في العالم والمنطقة تخط "الاقتصادية" مسارا مختلفا لها مع اتخاذ المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام، أكبر شبكة إعلامية في الشرق الأوسط، قرارا إستراتيجيا قبل 6 أشهر بالتحول الرقمي الكامل للصحيفة ووقف النسخة الورقية بشكل كامل، وإطلاق شراكة مع "اقتصاد الشرق مع بلومبرغ" تعزز من قوتها ومضمونها التحريري، الذي يتعدى المحلية إلى الإقليمية والعالمية.
نحن اليوم أمام "إيكونوميست" عربية أو فانيانشال تايمز سعودية لكن بنكهة محلية ومبتكرة، تسعى إلى أن تصبح مرجعا موثوقا لعالم المال والأعمال، والمؤسسات الأكاديمية الحكومية والخاصة، ومراكز الأبحاث والدرسات، والمستثمرين، والباحثين عن الخبر وما وراء الخبر والتحليل العميق والموضوعي بعيدا عن ضوضاء مايطرح دون تدقيق مهني على منصات التواصل الاجتماعي.
سر النجاح الذي تحققه "الاقتصادية" وتمضي قدما نحو تعزيزه ليس صدفة وإنما يكمن في خلطة سحرية اتبعتها تمزج بين المعلومة المجردة والحقيقية واستخدام أدوات الوصول الجماهيري بطريقة مختلفة للقارئ عبر استخدام منصاتها المختلفة لإيصال المعلومة للمتابع المتخصص والنخبوي والعادي بالصوت والصورة والفيديو والإنفرجرافيك وأنسنة الأرقام الصماء إلى محتوى اقتصادي يلبي احتياجات الجميع.
يقول محمد البيشي رئيس تحرير "الاقتصادية" ومايسترو تحولها الرقمي في حفل مرور 6 أشهر على تحول الصحيفة الرقمي: إن ما يحدث من نقلة شاملة ليس سوى البداية، التي كانت بتدشين الموقع المطور والهوية الجديدة، إلى جانب إطلاق عدد من المنتجات الرقمية.
دشنت صحيفة الاقتصادية في أقل من نصف عام عديدا من المنتجات الرقمية، مثل "فيديو الاقتصادية" ومنصات تيك توك ولينكد إن "وواتساب" وسناب شات كما طورت منصاتها على "إكس" و"إنستجرام" و"فيسبوك" وطورت حضورها الرقمي من خلال تطوير أدوات الملتيميديا "الفيديو جرافيك والموشن جرافيك".
قصة النجاح التي أعيش لحظاتها التاريخية في هذه الصحيفة التي أفخر أني عملت فيها منذ 1996 متعاونا من العاصمة الأردنية عمان، ثم عدت إليها أواخر 2012، تستدعي الكتابة عنها حتى وإن قال الزملاء أن ذلك "مدحا للذات" فقد شقت "الاقتصادية" طريقها من الصخر لتصل إلى مكانتها الحالية بوجود فريق متخصص قبل التحدي ويسهم في نجاحها اليوم.
ليس عندي أدنى شك أن كثيرا من مؤسسات الإعلام في المنطقة ستسعى إلى استنساخ تجربة نجاح "الاقتصادية" بعد تتبع خطواتها وتصل لأهدافها الجديدة التي لا تزال في بداية تحقيقها، لكن الأهم في هذا السباق المشروع "من قرع الجرس أولا".