إيلون ماسك .. مردوخ الإعلام الجديد في فضاء السياسة
إيلون ماسك، المتربع على قائمة الأثرياء بثروة تقدر بـ829 مليار ريال، قد غزا الفضاء بشركته سبيس إكس، وصناعة السيارات بـ"تيسلا". وحاليا، يسيطر على منصة التواصل الاجتماعي "X" في خضم الانتخابات الأمريكية، متسلحا بخوارزميات في مجتمع يضم نحو ثلث مليار مستخدم، معظمهم من الجيل الصاعد، متحديا روبرت مردوخ كصانع للرؤساء بإعادة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب إلى منصته في لقاء مرتقب أثار قلق حتى الأوروبيين، ليوجه تييري بريتون، مفوض الشؤون الرقمية في الاتحاد الأوروبي، رسالة إلى الملياردير بالالتزام بالاعتدال لتجنب تضخيم المحتوى الخطير.
الإعلام التقليدي يخبو
لقد لعب الإعلام التقليدي في الولايات المتحدة دورا مهما في الانتخابات الأمريكية كونه كان الوسيلة الوحيدة للحصول على الأخبار، ما مكنه من التأثير على الناخبين من خلال التركيز على مواضيع معينة وإهمال أخرى، أو من خلال تقديم القضايا والمرشحين بطريقة معينة، واستضافة المحللين السياسيين لتقديم تحليلاتهم وآرائهم حول المرشحين، التي قد تشكل آراء الناخبين، وتؤثر في تفكيرهم عند اتخاذ قرارهم بشأن من يدعمون. إلا أن ذلك بدأ في التراجع، حيث تبلغ الثقة العامة في الإعلام التقليدي 34% بحسب شركة الأبحاث الأمريكية "Gallup"، التي أشارت إلى أن النسبة تزيد بنقطتين فقط عن أدنى مستوى سُجل في 2016 خلال الحملة الرئاسية. فقط 7% من الأمريكيين لديهم "ثقة كبيرة" في وسائل الإعلام، و27% لديهم "ثقة معقولة"، بينما 28% من البالغين الأمريكيين يقولون إنهم لا يثقون كثيرًا، و38% لا يثقون على الإطلاق في الصحف والتلفزيون والراديو.
جيل صاعد .. وإعلام جديد
جيل الألفية هو أكبر جيل في أمريكا اليوم وفي التاريخ الأمريكي. حسب بيانات مكتب الإحصاء الأمريكي، من المتوقع أن يشكل جيل الألفية وجيل Z أغلبية الناخبين بحلول عام 2028، وأكثر من 60% بحلول عام 2036، وتلك الفئتين العمرية تشكل 93% من مستخدمي منصة "X"، ما شكل أحدى دوافع "ماسك" في الاستحواذ على المنصة في 2022 مقابل 44 مليار دولار، واصفا الصفقة بأنها "لا تتعلق بالمال"، بل "لخدمة الإنسانية".
في السنوات الأخيرة، لعبت مشاركة الفئات السنية الأصغر دورا في الانتخابات الرئاسية، حيث كانت نسبة مشاركة الشباب في انتخابات 2012 نحو 45-50%. حصل الرئيس أوباما على دعم قوي من الشباب خلال إعادة انتخابه. وفي انتخابات 2016، شهدت الانتخابات التي فاز فيها دونالد ترمب نسبة مشاركة للشباب بنحو 46%، فيما سجلت أعلى نسبة مشاركة للشباب في عام 2020 خلال السنوات الـ10 الماضية، حيث شكل الشباب 50-55% من الناخبين. لعب الشباب دورا كبيرا في انتخاب جو بايدن، خاصة في الولايات المتأرجحة.
إيلون صانع رؤساء
مع نشاط "إيلون" السياسي، أثار قلق المتابعين من ظهور مردوخ جديد خاصة في ظل قدرة الخوارزميات على إبراز آراء وإخفاء أخرى.
روبرت مردوخ، الملقب بصانع الرؤساء، لامتلاكه إمبراطورية إعلامية مؤثرة، كانت صحيفته The Sun في المملكة المتحدة تدعم حزب المحافظين خلال حكم مارجريت تاتشر. بينما في الولايات المتحدة، لعبت Fox News دورا محوريا في انتخاب جورج دبليو بوش ودونالد ترمب. الإعلام الذي يسيطر عليه مردوخ لم يكتف بتغطية الأحداث، بل كان يصنعها ويشكلها.
دونالد ترمب الرئيس الأمريكي السابق، مُنع من استخدام منصة تويتر في عام 2021 بعد أيام فقط من اقتحام أنصاره مبنى الكونجرس في العاصمة واشنطن، وبعدما امتلك الملياردير المهندس المنصة، قال: إن حساب ترمب قد أعيد إلى وضعه السابق. واليوم، يستضيفه في معسكره "X" ليبدأ مهمته كصانع الرؤساء.
صحيفة "وول ستريت جورنال" كشفت مايو الماضي أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب والملياردير إيلون ماسك ناقشا في لقاء جرى أخيرا، إمكانية حصول ماسك على دور استشاري محتمل إذا استعاد المرشح الجمهوري البيت الأبيض.
من المقرر أن تبث المقابلة المرتقبة على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" (المعروفة سابقًا باسم تويتر) اليوم الاثنين الموافق 12 أغسطس 2024، في تمام الساعة الثامنة مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة. (الثلاثاء 4 فجرا بتوقيت الرياض) وأعلن دونالد ترمب عبر حسابه الرسمي Truth Social، يوم الثلاثاء الماضي، موعد المقابلة قائلا: "في ليلة الاثنين سأجري مقابلة مهمة مع إيلون ماسك".