تأجيل الرسوم الأمريكية .. هل تتحول الحرب التجارية إلى "حرب مالية"؟

تأجيل الرسوم الأمريكية .. هل تتحول الحرب التجارية إلى "حرب مالية"؟
تسببت تعريفات ترمب في موجة بيع ثلاثية في الأسهم والدولار والسندات. "رويترز"

نتيجة للاضطراب الذي شهدته السوق في الأسهم والدولار وسندات الخزانة الأمريكية، التي أصبحت مكانتها كملاذ آمن موضع شك، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تعليق معظم التعريفات الجمركية المتبادلة بعد مرور 13 ساعة فقط من فرضها. حسب "نيكاي آسيا".

يأتي هذا التطور وسط مخاوف متزايدة من أن الحرب التجارية المتنامية قد تتحول إلى حرب مالية، تستهدف فيها الدول الديون والعملات لإلحاق الأذى ببعضها البعض.

حذر وزير الخزانة الأمريكية السابق لاري سمرز على منصة X من التطورات الأخيرة التي تشير إلى إقبالنا على أزمة مالية خطيرة، سببها سياسة التعريفات الجمركية للحكومة الأمريكية.

قُبيل فرض الرسوم الجمركية المتبادلة في تمام الساعة 12:01 من صباح يوم الأربعاء، بدأت عمليات بيع سندات الخزانة الأمريكية بوتيرة سريعة، رغم تأخر الوقت.

تسببت تعريفات ترمب في موجة بيع ثلاثية نادرة في الأسهم والدولار وسندات الخزانة الأمريكية.

قال كيفين هاست، مدير المجلس الاقتصادي الوطني الأميركي: إنه رغم أن التقلبات في سوق السندات لم تكن سببا مباشرا لتعليق الرسوم الجمركية، إلا أنها ربما أضافت "بعض الإلحاح".

تُعتبر سندات الخزانة الأمريكية ملاذا آمنا، وفي أوقات الأزمات الاقتصادية يميل تدفق الأموال العالمية إلى السوق، فترتفع الأسعار.

عندما أعلن ترمب عن خطته للرسوم الجمركية المتبادلة الأسبوع الماضي، تم شراء سندات الخزانة بكميات كبيرة، وانخفضت عوائدها.

ومع إقدام صناديق التحوط، التي تكبدت خسائر كبيرة بسبب انهيار أسعار الأسهم، على بيع حيازاتها من السندات، أصبحت تلك السندات عرضة للتقلبات السعرية.

ارتفعت حيازات صناديق التحوط للسندات الأمريكية بشكل كبير من 2% إلى 3% من السوق في 2021 إلى 11% حتى صيف 2024، وفقا لصندوق النقد الدولي.

تُعتبر هذه الصناديق حساسة للتقلبات السعرية، نظرا لاعتمادها على التداول بالرافعة المالية، وكانت هناك مخاوف من أن وجودها المتزايد إلى جانب تقلص حيازات الاحتياطي الفيدرالي للسندات قد يؤدي إلى تقلبات أكبر في السوق.

بلغ حجم الخسائر غير المُحققة في البنوك الأمريكية 482.4 مليار دولار مع نهاية 2024 بسبب انخفاض أسعار السندات، وهو ما دفع إدارة ترمب لإعادة النظر في قرارها.

هناك قلق في الأسواق من أن الحرب التجارية الحالية قد تمتد إلى القطاع المالي، خاصة وأن الصين، التي تعد ثاني أكبر مالك غير أمريكي للسندات الأمريكية بعد اليابان، لديها الخيار ببيع حيازاتها ردا على تعريفات ترمب.

كما أن انخفاض اليوان إلى أضعف مستوى له مقابل الدولار في 17 عامًا أثار تكهنات بأن السلطات الصينية قد تسمح بتدني العملة لتخفيف التأثيرات السلبية للتعريفات.

حذر سكوت بيسنت، وزير الخزانة الأمريكي، من هذه التحركات، مؤكدا أنها ستزيد من الضغط العالمي نحو رفع تعريفة المنتجات المستوردة.

يواجه سوق العملات العالمي تقلبات متزايدة ردًا على رسوم ترمب الجمركية، والتي تؤثر أيضًا في الاقتصادات الناشئة في جنوب شرق آسيا وخارجها.

وصلت الروبية الإندونيسية إلى أضعف مستوياتها على الإطلاق، بينما انخفض الدونغ الفيتنامي بشكل حاد.

وقال مصدر مطلع على التجارة الدولية: "بدأت منطقة جنوب شرق آسيا تُواجه خطر أزمة مالية أيضًا".

الأكثر قراءة