اقتصاد الصين المتعثر .. هل تنجح الحيوانات الأليفة فيما فشلت فيه العقارات؟

 اقتصاد الصين المتعثر .. هل تنجح الحيوانات الأليفة فيما فشلت فيه العقارات؟

     
كان اقتصاد الصين عالقا في حالة ركود وسط ضعف إنفاق المستهلكين، ونمت مبيعات التجزئة 2 % فقط في يونيو قبل أن تقفز إلى 2.7 % في يوليو.

وفقا لـ "بزنس إنسايدر" أسهم انهيار سوق العقارات أيضا في زيادة الركود، إذ تراجعت مبيعات العقارات وظلت أجزاء كبيرة من معروض المساكن المتاحة في البلاد شاغرة. يشير محللون من بنك أمريكا إلى أن قطاعات الحيوانات الأليفة والرياضة والملكية الفكرية الثقافية قد تنتشل الصين من الركود الطويل لطلب المستهلكين.

تعد هذه مجالات سريعة النمو من المتوقع أن تحفز انتعاش الإنفاق الاستهلاكي الضعيف في البلاد.

"رغم تباطؤ الطلب الكلي، أدت تغييرات هيكلية في أنماط الاستهلاك إلى نمو سريع في مناطق مختارة حيث لم يلحق العرض بالطلب بعد"، كما قال المحللون في تقرير يوم الجمعة.

وأضافوا: "إن توسيع العرض في هذه القطاعات (...) قد يكون مفيدا في تعزيز الاستهلاك".

يشهد اقتصاد الحيوانات الأليفة في الصين إنفاقا هائلا إذ أصبحت تحتل مكانة بارزة أكبر في الأسر. هذا يعني أن الناس مستعدون لإنفاق مزيد على أمور بعيدة عن الاحتياجات الأساسية وشراء خدمات الحيوانات الأليفة مثل التدريب على المهارات والتأمين والسفر وجلسات التصوير.


يقول المحللون إن هذه الخدمات غير منتشرة في السوق، وبمجرد أن يلحق العرض بالطلب، فقد تشهد نموا أكبر.

زاد حجم اقتصاد الحيوانات الأليفة في الصين 40 % من 2019 إلى 2023، ومن المتوقع أن يزداد 29 % إضافية بحلول 2026، بحسب المحللين.

وقالوا: "بالنسبة إلى هؤلاء المالكين، (...) تُعامَل الحيوانات الأليفة بشكل متزايد كأعضاء رئيسين في الأسرة يقدمون دعما عاطفيا ورفقة، ومن المرجح أن يصبح هذا النمط أكثر شيوعا في المستقبل، خاصة مع استمرار انخفاض معدلات الزواج والمواليد".

نظرا لمشاركة ما يقارب 70 % من سكان البلاد في الرياضات مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، يتمتع اقتصاد الرياضة في الصين بمجال للنمو وسط الطلب المتزايد.

ويقول المحللون إن هذا يتفوق على معدل المشاركة البالغ 40 % في الاتحاد الأوروبي، واكتسبت رياضة التنس خصوصا زخما كبيرا في الأعوام القليلة الماضية، خاصة بعد فوز لاعب صيني بالميدالية الذهبية في هذه الرياضة لأول مرة في التاريخ في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية هذا العام. ويقول المحللون إن الصين تمتلك 23% من لاعبي التنس في العالم، لكنها تمتلك أقل من 9% من ملاعب التنس في العالم. "يشير هذا لنا إلى أن الصين يمكنها مضاعفة عدد الملاعب الموجودة على الأقل لتتماشى مع المستويات الدولية. كما أن للتنس تأثير مضاعف أكبر في الإنفاق الاستهلاكي الإجمالي نظرا لأن رسوم التدريب والملعب والأدوات تميل إلى أن تكون أعلى بكثير من رسوم الريشة الطائرة وتنس الطاولة"، كما قالوا.

ويضيفون أن هناك فرصة أيضا للصين لاستضافة فعاليات رياضية للاستفادة من الاهتمام المتزايد وجذب مزيد من السياح.

أخيرا، يرى المحللون إمكانات نمو كبيرة في اقتصاد "الملكية الفكرية الثقافية" في البلاد -الإنفاق على الكتب والأفلام والتجارب. يتجلى هذا الإنفاق خاصة في شخصية "لينا بيل" من ديزني في شانغهاي، وهي ثعلب وردي تم تقديمه في 2021 وشهد شعبية كبيرة. كما بيعت أكثر من 10 ملايين نسخة عالميا من لعبة "بلاك ميث"، التي تتضمن شخصية "ووكونج" من الحكاية الكلاسيكية الصينية "رحلة إلى الغرب"، في الأيام الأربعة التي أعقبت إصدارها.

الأكثر قراءة