"تاسي" المستهدفات والدعم

استطاع المؤشر العام -تاسي- للسوق السعودية الارتداد من النسبة الذهبية -61%- فيبوناتشي عند منطقة 11760 نقطة، واستكملت السوق صعودها بتجاوز متوسطها للـ50 يوما عند مستويات 12 ألفا التي تعد كذلك منطقة مقاومة -نفسية- حيث تمثل الأرقام الألفية عادة لدى المستثمرين مناطق مقاومة، كما استطاعت السوق تجاوز متوسط 200 يوم عند 12080 نقطة، تجاوز هذه المناطق يعكس الإيجابية التي ترغب فيها السوق نحو مناطق أعلى، حيث تتداول السوق حاليا أعلى من 12250 نقطة، ويتبقى أمام السوق لزيادة الإيجابية تجاوز قمتها الأخيرة التي تراجعت منها أواخر الشهر الماضي بالقرب من 12330 نقطة، حيث فقدت السوق بعد تحقيقها نحو 4.5% وتراجعت أكثر من 560 نقطة، لذلك تعد منطقة 12330 مقاومة مهمة في الوقت الحالي يتطلب تجاوزها مشاركة بعض القطاعات القيادية التي لم تسجل حضوراً يذكر منذ شهر على الأقل، وفسح المجال للقطاعات التي أسهمت بدعم المؤشر العام لأخذ قسط من الراحة قبل استكمال زخمها الصاعد مجدداً.

كانت قطاعات الطاقة والمواد الأساسية والمصارف والمرافق العامة من أبرز القطاعات التي دعمت السوق خلال شهر سبتمبر الجاري لتحقق السوق ارتفاعا بنحو 4.7% وبأكثر من 550 نقطة، بينما قطاعات كالنقل والتجزئة والاستهلاك وغيرها لم تقدم دعما يذكر، لذلك من المتوقع أن يكون لهذه القطاعات حضور خلال الفترة المقبلة.

حاليا تعد منطقة 12330 مقاومة مهمة وتجاوزها يحتاج إلى دعم من القطاعات والشركات القيادية الأكثر تأثيرا في حركة المؤشر العام، كما ستكون السوق بحاجة إلى عودة السيولة أعلى من 7 مليارات ريال، وستكون مستهدفات السوق الفنية بعد اختراقها عند 12700 كأول المستهدفات المقبلة، مع بقاء منطقة 12 ألفا دعما مهما لاستمرار الزخم الصاعد للسوق ككل.

وربما يكون اختراق خام برنت مستويات 77 دولارا للبرميل محفزا لقطاع الطاقة وللسوق بوجه عام، حيث لا يزال خام برنت تحت مناطق مقاومة 77 دولارا، لذلك يعد ما يحدث من ارتفاعات له حتى الآن مجرد ارتداد إلى أن يتم اختراق المقاومة، وبالتالي دخوله في موجة صاعدة ستنعكس على السوق المحلية بالإيجاب، وذلك للعلاقة التاريخية التي تربط بينهما.

من جهة أخرى يتوقع للقطاع المصرفي أن يكون له دور في دعم السوق الفترة المقبلة، بعد بدء سلسلة تخفيض الفائدة التي ستستمر في الانخفاض كما تشير التوقعات، حيث يعد القطاع من أكبر المستفيدين منها، خاصة مع قرب التقاطع الذهبي على مؤشر القطاع، وللفائدة فالتقاطع الذهبي مصطلح يستخدم في أسواق المال عندما يقطع متوسط 50 يوما لمتوسط 200 يوم متجها إلى أعلى، وسمي بالذهبي لما يتبعه من صعود عند تحقق الإشارة والمحافظة عليها.

ومن جانب آخر لا شك أن متابعة الأسواق العالمية وخاصة الأمريكية منها وما يستجد فيها من أحداث سيكون لها دور وتأثير في بقية الأسواق بشكل عام، لذلك من المهم متابعة تحركات الأسواق حيث تزداد العلاقة بينها خلال فترات حالة عدم اليقين، مع تزايد المخاوف بين فترة وأخرى من دخول الولايات المتحدة -أكبر اقتصاد في العالم- في حالة الركود، فضلا عن الضعف الذي يعانيه التنين الصيني خلال هذه الفترة الذي يعد ثان أكبر اقتصاد في العالم، وما لذلك من تأثير وانعكاس على النمو والانتعاش الاقتصادي بشكل عام. وبطبيعة الحال فإن أسواق المال دائما تكون سبّاقة في حركتها، فإن أي تزايد من مخاوف الركود أو تلاشيها في نفس الوقت سيحرك الأسواق بشكل مبكر لتلك المؤثرات.

 

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي