مؤسسة الرياض غير الربحية .. الدراسات الاجتماعية والتنمية
في مبادرة مهمة في مسيرة التنمية التي تشهدها السعودية، أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إطلاق “مؤسسة الرياض غير الربحية”، وذلك إيمانا منه بأهمية الدراسات الاجتماعية تزامنا مع التحولات الاقتصادية التي تشهدها السعودية، في مبادرة تسعى إلى تعزيز مساهمة الدراسات الاجتماعية في تطور المشهد في السعودية باتجاه رؤية السعودية 2030م.
ورغم أهمية الدراسات الاجتماعية إلا أن الاهتمام بها يحتاج إلى مزيد من الدعم لتوفير دراسات موثوقة للمشهد في السعودية في ظل الفراغ الكبير الذي تم ملؤه باجتهادات يتداولها المجتمع رغم عدم التأكد من موثوقيتها ولا يمكن الاعتماد عليها لافتقارها إلى أبسط المتطلبات البحثية، ما يعزز من نشر نظريات خاطئة تنعكس بشكل سلبي على سلوك المجتمع وخياراته، وهذا الفراغ الكبير في الدراسات الاجتماعية في المجتمع السعودي يسعى كثير من الذين يرغبون في تصدر المشهد لأن ينشروا أفكارا خاطئة قد تكون لها انعكاسات سلبية لدى المجتمع في السعودية أو المراقب للمشهد من خارج السعودية رغم افتقار هؤلاء إلى المعرفة والعلم بالدراسات الاجتماعية.
الاهتمام بهذه المؤسسة ظاهر من خلال تشكيل مجلس إدارتها برئاسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ورئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض، والمهندس إبراهيم بن محمد السلطان نائباً للرئيس وأميناً عاماً للمجلس، وبعضوية كل من: الأمير عبدالعزيز بن تركي بن فيصل بن عبد العزيز وزير الرياضة، والأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة، والأمير فيصل بن عبد العزيز بن عياف أمين منطقة الرياض، ووزير المالية محمد بن عبد الله الجدعان، ووزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، ووزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب، ووزير الصحة فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، ووزير التعليم يوسف بن عبدالله البنيان، والمستشار بالأمانة العامة لمجلس الوزراء فهد بن عبد المحسن الرشيد. وذلك أن الأعضاء يقودون عجلة التحول التي تشهدها السعودية، والدراسات الاجتماعية من شأنها أن تساند هذا التحول بمعرفة الحالة العامة للمجتمع وطموحه وتطلعاته والتأثير الإيجابي بما يعزز من أثر التحول والتنمية التي تشهدها السعودية وفقا لمعطيات جديدة تسعى إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز جودة الحياة في السعودية وتوفير فرص مميزة لأفراد المجتمع بما يعزز من مركز السعودية الاقتصادي والثقافي في المشهد العالمي.
الدراسات الاجتماعية لها دور كبير في تسريع عجلة التحول بصورة إيجابية، فإذا نظرنا مثلا إلى مسألة البطالة ومعالجتها فسنجد أن جزءا من الحل هو وجود دراسات اجتماعية وافية للأسباب والعمل على معالجتها إضافة إلى معرفة الحوافز التي تدفع بأفراد المجتمع إلى العمل وبناء المهارات اللازمة التي تحتاج إليها سوق العمل، مع الحرص على التعليم والتدريب المستمر ومراقبة التحول في المشهد العالمي والمحلي بما يمكن الأفراد من سد احتياج سوق العمل، مع الحصول على أفضل الفرص بشكل مستمر بما يعزز من قوة سوق العمل وجاذبية الاقتصاد بما لديه من مهارات ينافس فيها أفضل الخيارات الموجودة عالميا. كما أن الدراسات الاجتماعية تنعكس على مجالات متعددة تعزز من جودة الحياة بما في ذلك الصحة والرياضة والترفيه والثقافة والظهور بشكل مميز في المشهد العالمي.
فالخلاصة أن إنشاء مؤسسة الرياض غير الربحية واهتمامها بالدراسات الاجتماعية سيكون له دور في دعم الدراسات الاجتماعية التي تنعكس بصورة كبيرة على التنمية في المجتمع وتعزز من جودة الحياة.