ثقة المستثمرين بمستقبل الاقتصاد السعودي
النسخة الثامنة لمبادرة مستقبل الاستثمار المنعقدة في العاصمة الرياض في الفترة بين 29 و31 أكتوبر 2024م، وكان عنوانها "أفق لا متناه .. الاستثمار اليوم لصياغة الغد" وذلك بحضور نخب السياسيين والاقتصاديين والمستثمرين المؤثرين في الاقتصاد العالمي، تناولت مجموعة من الموضوعات التي تناقش واقع ومستقبل الاقتصاد في العالم.
ولما كان المشهد في السعودية هو أهم مرتكز لهذا المنتدى نجد النقاش الكبير حول التحولات التي يشهدها الاقتصاد السعودي وانعكاسات ذلك على المنطقة والعالم. من الأمور التي برزت في هذا المنتدى حجم التحول الذي يحصل في السعودية ونجاح البرامج والمبادرات التي رسختها رؤية السعودية 2030، وانعكس ذلك على ثقة المستثمرين بالسوق في السعودية بتحقيق مجموعة من المستهدفات لهذه الرؤية، ولعل أبرز هذه المستهدفات هو الوصول إلى 500 شركة تنقل مقارها إلى السعودية بحلول عام 2030، إلا أن الواقع أنه قبل هذا التاريخ بـ6 سنوات تقريبا وصل العدد إلى 540 شركة قررت أن تكون مقارها الإقليمية في السعودية، في شاهد على ثقة المستثمرين بالاقتصاد الوطني والفرص الكبيرة التي يمكن أن تنشأ في المنطقة، خصوصا مع التحديات التي يواجهها الاقتصاد العالمي.
ثقة المستثمرين أيضا عززتها شواهد افتتاح مجموعة من المشاريع الرئيسية في السعودية، جزء منها من المشاريع العملاقة في نيوم والبحر الأحمر، ما يؤكد أمرين مهمين هما عزم السعودية على المضي في هذه المشاريع وفق خطط واضحة، والأمر الآخر والأهم هو القدرة والثقة بتحقيق هذه المشاريع بتوفيق من الله، وهذا يرد على التشكيك المصاحب لكل منتدى يقام في السعودية، حيث يرى المستثمرون مشاهد لواقع المشاريع التي تم العمل عليها والتشكيك في تحقيقها، إلا أنها بحمد الله تحققت، وهي أفضل رد على المشككين، وفي نفس الوقت تسويق للفرص التي يقدمها الاقتصاد السعودي.
المنتدى شهد كما هي العادة التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات الكبرى والإخبار عن مجموعة من خطط لتدفق الاستثمارات إلى السوق السعودية، وهذا شاهد على ثقة المستثمرين بالاقتصاد، وأنهم يؤمنون بالأفعال أكثر من الادعاءات، ومن المشاريع التي ستشهدها السعودية في الفترة المقبلة الاستثمار الضخم من قبل أحد أهم المستثمرين العقاريين في الولايات المتحدة وهي شركة ريلاتد (Related) حيث إنها تعمل على بناء 4 فنادق في المشاريع الكبرى في السعودية مثل نيوم وكافد بتكلفة تراوح بين 2 و3 مليارات دولار، وهذا يعكس الثقة الكبيرة بالاقتصاد في السعودية وأن الفرص فيه كبيرة في ظل النمو الاقتصادي خصوصا القطاع غير النفطي، الذي حد كثيرا من أثر التقلبات في أسعار النفط وخفض السعودية للإنتاج خلال الفترة الماضية، ما يشير إلى أن الهدف الأهم من هذا التحول الذي نشهده حاليا هو خفض الاعتماد على النفط وتنويع مصادر الدخل لاقتصاد السعودية.
مشاهد التفاؤل باقتصاد السعودية بارزة في ثنايا حديث المشاركين في المنتدى وإشادتهم بهذا التحول الكبير، إضافة إلى توقعات النمو للاقتصاد الوطني الذي يمكن أن يتجاوز الـ5%، وافتتاح المشاريع الجديدة سيعزز من الإيرادات للاقتصاد المحلي ويزيد من فرص الوظائف التي ستشهدها السوق بإذن الله.
فالخلاصة ان منتدى مستقبل الاستثمار في هذه النسخة شهد تحقيق مجموعة من المنجزات فيما يتعلق بتدفق الاستثمارات وعرض مجموعة من المشاريع التي تمت، وهي جزء من مخرجات رؤية السعودية 2030، وزيادة في عدد المقار الإقليمية عن المستهدف للرؤية، وتفاؤلا واضحا لدى المشاركين بمستقبل الاقتصاد السعودي.