محللون: فوز ترمب لن يؤثر في طلب الصين النفطي رغم مخاوف الحرب التجارية
قال تقرير "إف إكس ستريت": إن ارتفاع الدولار يؤثر هبوطيا في النفط المقوم بالعملة الأمريكية وقد ساعد على ذلك خطة التحفيز الصينية التي خيبت آمال المستثمرين مما أدى إلى تراجع أسعار النفط الخام.
التقرير يشير إلى أن تداول خام غرب تكساس الوسيط (WTI)، وهو مؤشر النفط الخام الأمريكي، يتداول حول 68.00 دولارا يوم الثلاثاء، حيث انخفض وسط مخاوف من أن إدارة ترمب ستشعل حربًا تجارية تقودها التعريفات الجمركية ومخاوف بشأن نمو الطلب في الصين.
ويستمر فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية على التأثير في أسعار خام غرب تكساس الوسيط.
وأبرز التقرير إعلان ترامب عن نيته فرض تعريفة شاملة تتراوح بين 10% إلى 20% على جميع الواردات وتعريفات إضافية على ما يصل إلى 60% من المنتجات المستوردة من الصين.
ورجح أن يؤدي تجدد الحرب التجارية مع الصين إلى الإضرار بالنمو الاقتصادي في الصين ما يؤخر أي انتعاش في الطلب على النفط الخام.
بدوره، ذكر بنك ANZ أن مخاوف ظهرت بشأن الطلب في الصين وأظهرت البيانات الصادرة خلال عطلة نهاية الأسبوع تضخما ضعيفا في أسعار المستهلكين في أكتوبر وانخفاضا آخر في أسعار بوابة المصنع.
ويقول لـ"الاقتصادية"، مختصون ومحللون نفطيون: إن العقود الآجلة للنفط الخام كانت داخل نطاق محدد بعد انخفاضها بنسبة 3% تقريبًا بين عشية وضحاها بسبب مخاوف الطلب الصيني، حيث حول المستثمرون القلقون انتباههم إلى تقرير أوبك الشهري وبيانات المخزون الأمريكي لتحديد اتجاه الأسعار.
وذكر المختصون أن المخاوف بشأن احتمال فرض رسوم جمركية أمريكية جديدة على الصين أدت إلى تفاقم خيبة الأمل، بشأن إجراءات التحفيز الأخيرة التي اتخذتها بكين، والتي فشلت في تقديم دعم كبير لأزمة الديون العقارية المستمرة في البلاد.
وشدد المختصون على تأثيرات تباطؤ النفط الخام في ضعف الاقتصاد الصيني، كما أبرزوا أن مخزونات النفط الأمريكية ارتفعت 1.5 مليون برميل في حين ارتفع إنتاج أوبك+ النفطي في أكتوبر الماضي .
وفي هذا الإطار، يرى سيفين شيميل مدير شركة "في جي اندستري" الألمانية أنه بحسب عدة مصادر في السوق فمن غير المرجح أن يؤثر فوز ترمب في الانتخابات الأمريكية على الطلب الصيني على النفط رغم مخاوف بشأن تأثير التصعيد المحتمل في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين .
أسعار النفط تراجعت خلال تعاملات اليوم لتواصل نزيف الخسائر للجلسة الثالثة على التوالي، وسط مخاوف من انخفاض الطلب عالميا.
أما سوون يونج مدير سابق في شركة" فيتنام بتروليوم فيقول إن الطلب العالمي يحيط به الكثير من الغموض في ضوء تعثر النمو الصيني وهي أكبر مستهلك للنفط الخام.
وأوضح أن بكين ستركز حاليا على علاج التباطؤ في النمو ولكنها أصبحت تواجه تحديات أكثر صعوبة في حل مشاكلها الاقتصادية المحلية وكان ذلك واضحا في تدابير التحفيز التي أعلن مؤخرا، لذا تركز الصين بشكل أكبر على تحسين الاقتصاد المحلي.
وبحلول الساعة 06:31 صباحا بتوقيت جرينتش (09:31 صباحا بتوقيت مكة المكرمة)، انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم يناير 2025، بنسبة 0.18%، لتصل إلى 71.71 دولارا للبرميل.
في الوقت نفسه، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم ديسمبر2024، بنسبة 0.28%، لتصل إلى 67.85 دولارا للبرميل.
بدوره يشير فولفجانج إلياس مدير شركة "إنرجي فيينا" إلى أنه من غير المرجح أن تفرض الصين رسوما جمركية مضادة على منتجات الطاقة الأمريكية كما أن تدفقات النفط الإيراني تحاول التغلب على ضغوط العقوبات.
وأضاف أن خطة التحفيز الصينية خيبت آمال المستثمرين الذين يأملون في نمو الطلب على الوقود في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، كما ضغط ارتفاع الدولار الأميركي على أسعار الخام.
وما تزال السوق تدرس مدى تأثير سياسات دونالد ترمب في الإمدادات، إذ يُتوقع أن يعيد الرئيس الأميركي المنتخب فرض "سياسة الضغط الأقصى" للعقوبات على النفطَين الإيراني والفنزويلي.