فوز ترمب يلقي بظلاله على سوق الرهن العقاري.. الطريق ممهد للارتفاع

ألقى فوز دونالد ترمب بالانتخابات الأمريكية بظلاله على توقعات أسعار الرهن العقاري حتى قبل عودته إلى البيت الأبيض. وخاض الرئيس المنتخب حملته الانتخابية على وعد بجعل امتلاك المساكن أكثر يسرا من خلال خفض أسعار الرهن العقاري من خلال سياسات تهدف إلى القضاء على التضخم.

بعض خبراء الاقتصاد والمحللين يقولون إن أجندته الاقتصادية المقترحة قد تمهد الطريق لارتفاع أسعار الرهن العقاري التي تتأثر بعدة عوامل، بما في ذلك التحركات في العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات، التي يستخدمها المقرضون كدليل لتسعير قروض الإسكان.

وارتفعت عائدات سندات الخزانة في الأسابيع الأخيرة حتى بعد أن خفض الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة القياسي، والذي يؤثر على أسعار جميع أنواع القروض بما في ذلك الرهن العقاري. وبدأ أن المستثمرين يتساءلون إلى أي مدى ينبغي الاحتياطي الفيدرالي أن يخفض الفائدة نظرا لقوة الاقتصاد.

العائدات ارتفعت بشكل أكبر فور فوز ترمب، مما أدى إلى ارتفاع متوسط ​​سعر الرهن العقاري لمدة 30 عامًا إلى 6.79%، وفقًا لمشتري الرهن العقاري فريدي ماك.

وقال دانييل هيل، كبير الاقتصاديين في Realtor.com، "نظرًا لما نراه في أسواق السندات، يتوقع المستثمرون أسعارًا أعلى في ظل إدارة ترامب ويبدأون في التمركز في هذا الاتجاه بالفعل. لذا، إذا كانت المعدلات الإجمالية أعلى، فهذا يعني أيضًا أن أسعار الرهن العقاري سترتفع أيضًا"

أشارت ليزا ستورتيفانت، كبيرة الاقتصاديين في برايت إم. إل. إس.، التي لم تعد تتوقع انخفاض متوسط ​​سعر قرض المنزل لمدة 30 عامًا إلى أقل من 6% العام المقبل، من المتوقع أن تؤدي السياسات المالية لترمب إلى ارتفاع أسعار الرهن العقاري بشكل غير متوقع حتى نهاية هذا العام وحتى 2025".

ويرى محللو قطاع بناء المساكن في رايموند جيمس آند أسوشيتس أن أسعار الرهن العقاري ستظل "أعلى لفترة أطول"، بالنظر إلى نتيجة الانتخابات. كما قالوا في مذكرة بحثية الأسبوع الماضي إن مشتري المنازل لأول مرة "من المرجح أن يواجهوا تحديات أكبر في القدرة على تحمل التكاليف هذا الربيع"، وهو موسم الذروة للمبيعات في العام لبناة المنازل.

ويمكن أن تضيف أسعار الرهن العقاري المرتفعة مئات الدولارات شهريًا إلى التكاليف للمقترضين، مما يقلل من قدرتهم الشرائية في وقت تظل فيه أسعار المساكن بالقرب من أعلى مستوياتها القياسية على الرغم من انخفاض مبيعات سوق الإسكان منذ 2022.

المزيد من الأمريكيين أصبحوا غير قادرين على تحمل تكاليف امتلاك المساكن أو اضطرارهم إلى تأخير شراء منزل، فإنهم يفوتون المكاسب المحتملة من نمو حقوق الملكية في المساكن، والتي كانت تاريخيًا محركًا قويًا للنمو الشخصي إن ارتفاع أسعار الرهن العقاري يمكن أن يثني أصحاب المنازل الحاليين عن البيع.

متوسط ​​سعر قرض المنزل لمدة 30 عامًا انخفض من أعلى مستوى له في 23 عامًا عند نحو 8% في العام الماضي، فإنه لا يزال مرتفعًا جدًا بالنسبة للعديد من البائعين المحتملين. ووفقًا لـ Realtor.comفإن أكثر من أربعة من كل خمسة من أصحاب المنازل الذين لديهم رهن عقاري لديهم سعر حالي أقل من 6%.