مترو الرياض .. عراقة قصر الحكم وحداثة كافد في مسار واحد

رحلة واحدة عبر مترو الرياض تعكس التحولات التي مرت بها العاصمة، حيث يجوب المسار الأزرق (38 كيلومترا) شوارع الرياض من جنوبها إلى شمالها مرورا بـ22 محطة، من محطة قصر الحكم وتاريخه العريق إلى رمز الحداثة المركز المالي (كافد)، لتبدو كرحلة عبر الزمن تتغير فيها ملامح المدينة مع كل محطة يمر بها.

قصر الحكم، الذي أُنشئ قبل 277 عاما في عام 1747، يقف شاهدا على التحول التاريخي الذي تشهده العاصمة، ويبرز التحول في حياة سكان الرياض، فبينما كان الناس يتنقلون بالجمال وعربات الخيول التي كانت تستغرق ساعات طويلة بين أحياء المدينة، بات اليوم مترو الرياض يتيح التنقل بسرعة وسهولة خلال دقائق.

مترو الرياض، بدأ الأحد الماضي في تشغيل 3 من 6 مسارات رئيسية، تنطلق من الساعة 6 صباحا حتى الساعة 12 منتصف الليل، بمعدل 18 ساعة يوميا، وتشمل المسار الأزرق الذي يربط بين العليا والبطحاء، والمسار الأصفر الذي يمتد على طريق مطار الملك خالد، والمسار البنفسجي الذي يغطي محور طريق الشيخ حسن بن حسين.

وفيما يتعلق بالمسارات المتبقية، سيتم تشغيل المسارين (الأحمر: طريق الملك عبدالله) و(الأخضر: طريق الملك عبدالعزيز) يوم الأحد 15 ديسمبر 2024، يتبعهما، تشغيل المسار الثالث (البرتقالي: محور طريق المدينة المنورة) بعد 3 أسابيع، وفقا لبيان الهيئة الملكية لمدينة الرياض.

على طول الطريق، يتغير المشهد تدريجيا، من الأسواق الشعبية والمباني القديمة، لتبدأ في استكشاف مدينة تعيد تعريف نفسها في كل محطة، مرورا بمنطقة البطحاء المزدحمة بالتجارة اليومية إلى المتحف الوطني الذي يبرز كنافذة على التاريخ والثقافة السعودية.

بعدها تستمر الرحلة عبر المربع، ويتغير الطابع مع محطة وزارة الداخلية ومكتبة الملك فهد، حيث تجتمع الإدارة والمعرفة في مشهد يعكس حداثة الرياض وتقدمها، وصولا إلى العروبة وحي الورود، حيث يبرز التقدم العمراني بأبهى صورة.

مترو الرياض من أكبر مشاريع النقل العام في العالم، بتكلفة 22.5 مليار دولار، حيث يمتد على مسافة 176 كيلومترا ويضم 85 محطة، بينها 8 محطات رئيسية تشكل نقاط التقاء بين الخطوط الـ6 للمشروع.

مع اقترابك من الشمال، تتضح ملامح الحداثة ويتغير الأفق تدريجيا، حيث تظهر ناطحات السحاب معلنة وصولك إلى المركز المالي (كافد).. هنا، في قلب الرياض، تقف المباني الشاهقة شاهدة على طموحات السعودية ورؤيتها المستقبلية.

في رحلة واحدة، تعيش حكاية مدينة تجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل، ليست مجرد رحلة تقطع فيها المدينة من جنوبها إلى شمالها، بل نافذة تتيح لك رؤية الرياض بعيون مختلفة، وكأنك تكتشفها للمرة الأولى.