صائدو المحتالين على "يوتيوب" .. كابوس أمام الاحتيال المالي
تعتبر إيرين ويست نفسها على دراية جيدة بعالم الاحتيال بالعملات المشفرة. بصفتها مدعية عامة في سانتا كلارا، كاليفورنيا، فإن تخصصها هو متابعة هذه المخططات، التي تفتشت منذ الوباء.
مع ذلك، مع انتشار عمليات الاحتيال وتطورها بتزايد، تكافح سلطات إنفاذ القانون للتعامل معها. لذا فإن حراس الإنترنت المعروفين باسم " صائدي المحتالين" يسدون الثغرات، ويقلبون الطاولة على المحتالين من خلال ابتكار طرق معقدة لإضاعة وقتهم أو خداعهم للكشف عن معلومات حول عملياتهم يمكن مشاركتها مع السلطات.
ومن بين الأكثر شهرة رجل يستخدم الاسم المستعار "جيم براوننج". على مدار العقد الماضي، حصل على 4.4 مليون متابع على يوتيوب وسمعة باعتباره "كبير صائدي المحتالين"، غالبًا ما يتظاهر بأنه ضحية محتملة ويخدع المحتالين ليعطوه معلومات تسمح له باختراق أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم وكاميرات الويب وأنظمة كاميرات المراقبة. يسجل تفاعلهم عدة أشهر قبل إبلاغ الشرطة واستخدام المواد لمقاطع يوتيوب الخاصة به.
جلس براوننج في مايو لإجراء مقابلة بالفيديو مع بلومبرج في بلفاست، عاصمة أيرلندا الشمالية، ووصف كيف أصبح مستخدمًا بدوام كامل على يوتيوب، حيث استغل عوائد زيارة صفحته في القيام بعملية صيد محتالين عالمية. رفض إعطاء اسمه الحقيقي، مشيرًا إلى الخوف من انتقام المحتالين الذين يسعى إلى الامساك بهم.
يخشى جاك ويتاكر، باحث في الاحتيال عبر الإنترنت ومقيم في المملكة المتحدة، أن يشكل الحراس الرقميون سابقة خطيرة محتملة من خلال إقناع الناس بأن العقاب غير القانوني ودون محاكمة أكثر فعالية من الرجوع إلى السلطات.
قال ويتاكر: "إنهم فنانون، وليسوا متخصصين في مكافحة الاحتيال". ولكن وفقا لبراوننج، فإن أساليبه هي وسيلة لإشراك سلطات إنفاذ القانون.
وقال إن أحد أعظم انتصاراته كانت في أبريل، عندما داهمت الشرطة مجموعة من الأبراج المتوسطة الارتفاع في مدينة التجارة، وهي ضاحية تبعد نحو 17 ميلاً عن وسط مدينة دبي. وتُظهِر أدلة الفيديو مئات العمال خارج المجمع المكون من ثمانية مباني، يشتبه في مشاركتهم في عملية احتيال متطورة.
قال براوننج إنه هو الذي نبه شرطة دبي إلى العملية قبل بضعة أشهر، وشارك أدلة أرسلها له أحد المخبرين حول ما كان يحدث في المجمع.
في العام الماضي وحده، تقدر التحالف العالمي لمكافحة الاحتيال أن تريليون دولار قد ضاع على مستوى العالم بسبب الاحتيال.
حذر الإنتربول في تقييمه العالمي للاحتيال المالي لـ 2024 من أن العملات المشفرة جعلت الأمور أسوأ - سواء بسبب عدم الكشف عن الهوية التي توفرها، أو لأن المحتالين يمكنهم استخدامها لفرص "استثمار" مستقلة.
اختفى نحو 5.6 مليار دولار نتيجة لعمليات الاحتيال المتعلقة بالعملات المشفرة العام الماضي في الولايات المتحدة، بزيادة 45٪ عن العام السابق، وفقًا لمكتب التحقيقات الفيدرالي.
قالت ويست إن إنفاذ القانون يفتقر عمومًا إلى الخبرة في مكافحة عمليات الاحتيال بالعملات المشفرة، وخاصة عبر الولايات القضائية. وعلى الرغم من مشكلات الاحتيال، لا يزال البعض يرون أنه حل مؤقت ضروري حتى يتم العثور على حل حقيقي.
"الآن الجميع على أهبة الاستعداد. أي شخص يمكنه فعل أي شيء لجعل الأمر أكثر صعوبة على المحتالين للقيام بعملهم القذر هو موضع ترحيب".