تحيز أم خطأ .. لماذا لا تشخص الفتيات بفرط الحركة ونقص الانتباه؟
تشير الأبحاث إلى أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لا يحظى بالتشخيص الكافي لدى الفتيات والنساء، ما يجعلهن عرضة للقلق والاكتئاب، إضافة إلى تعرضهن للتنمر أحيانا، ويكمن السبب في التحيزات الجنسانية والأعراض الداخلية التي تقلل من إدراك المجتمع لهذا الاضطراب لديهن، وفقا لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينيج بوست".
يشخص الاضطراب العصبي الأيضي عند الأولاد بمعدل 4 مرات أكثر مقارنة بالفتيات، رغم أن الإصابة به متساوية بين الجنسين، وفقا للدكتورة نوي-لوبكوفيتش، إخصائية في الطب النفسي الجسدي والعلاج النفسي.
يظهر الاضطراب لدى كثير من الفتيات في صورة نقص الانتباه، حيث يمِلن إلى الحلم والخجل والبطء، بدلا من فرط الحركة والاندفاع الذي يظهر غالبا عند الأولاد. و تبدأ الأعراض عادة في مرحلة الطفولة المبكرة.
من جهته، يقول الدكتور ماتياس رودولف، وهو متخصص في الطب النفسي الجسدي والعلاج النفسي في ألمانيا، "إن تحيز الفاحصين هو السبب وراء تشخيص عدد أكبر من الأولاد باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مقارنة بالفتيات، وإن هذا التحيز يعود إلى تصورات اجتماعية خاطئة حول سلوك الفتيات".
"قد تبدأ الفتاة باضطراب نقص الانتباه ثم تصاب بأعراض فرط الحركة في سن البلوغ، وقد يحدث العكس أيضا، ولا نعرف السبب حتى الآن"، كما تقول نوي لوبكوفيتش في كتابها.
وأشارت لوبكوفيتش إلى أن الفتيات يبذلن جهودا أكبر في الدراسة لتحقيق النجاح الأكاديمي، لكنهن سرعان ما يشعرن بالذنب إذا لم يتمكنّ من تحقيق ذلك، "على عكس الأولاد، تسعى الفتيات إلى إظهار سلوك يتماشى مع التوقعات الاجتماعية".
وإذا لم تُشخَّص قلة انتباههن كجزء من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، تظهر لديهن اضطرابات قلق أو اكتئاب في مرحلة المراهقة، وعندما لا يتم التعرف على الأعراض وعلاجها، يتصاعد التأثير السلبي في مرحلة البلوغ.
يذكر الدكتور رودولف أنه يعالج النساء في سن اليأس وما بعد سن اليأس اللاتي يشعرن بعدم القدرة على التعامل مع المهام التي تفرضها عليهن الحياة، وبسبب الخوف من الإصابة بالخرف، فقد أجرين فحوصات، لأن قدرتهن على التذكر والتركيز كانت ضعيفة للغاية.
الدواء عنصر مهم في العلاج إذا تم تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، حيث إن دماغ اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه شديد الحساسية للتحفيز الحسي، وهناك خلل في الناقلات العصبية الدوبامين والنورادرينالين.
غالبا ما يتم استكمال العلاج بالأدوية بالعلاج السلوكي الذي يهدف إلى تعليم المريض كيفية تنظيم حياته بشكل أفضل، والرياضة هي من ضمن العناصر العلاجية.
يدعو رودولف إلى أهمية توعية أفراد الأسرة باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة لتجنب تفسير السلوكيات بشكل خاطئ. فمثلا، عندما تبدو الفتيات غير مهتمات خلال محادثة، فإن ذلك يكون نتيجة لتشتيت أفكارهن وليس لعدم الاهتمام. كما يشدد على أهمية تحسين التواصل وتجنب الاحتكاكات، وإجراء المحادثات في بيئات هادئة.
وتختتم الدكتورة نوي-لوبكوفيتش النصائح بقولها "إن أفراد العائلة يجب أن يتجنبوا الجدال مع المرأة المصابة بالاضطراب أثناء الخلافات، ويفضل الانتظار حتى تهدأ الأمور قبل التحدث".