لماذا تفوقت الشركات الصغيرة والمتوسطة في "تاسي" خلال 2024؟

لماذا تفوقت الشركات الصغيرة والمتوسطة في "تاسي" خلال 2024؟

أظهرت الشركات الصغيرة والمتوسطة تفوقا واضحا في سوق الأسهم السعودية "تاسي" خلال 2024، مع ارتفاع مؤشراتها مقابل تراجع مؤشرات الشركات الكبيرة.

وفقا لوحدة التحليل المالي في صحيفة "الاقتصادية" استندت إلى بيانات "تداول"، ارتفع مؤشر الشركات الصغيرة 9.9% خلال العام الماضي، ومؤشر الشركات المتوسطة 2.2%.

على الجانب الآخر، تراجعت المؤشرات التي تضم الشركات الكبيرة جميعها، حيث تراجع مؤشر الشركات الكبيرة 0.8%، ومؤشر تاسي 50 بنسبة 0.9%، ومؤشر إم إس سي آي تداول 30 بنسبة 2.7%.

أداء مؤشرات الشركات الكبيرة تعرض للضغوط مع تعرض القطاعات الكبرى مثل الطاقة والبتروكيماويات للضغوط خلال العام الماضي، مع تراجع أرباح قطاع الطاقة بضغط من أرامكو السعودية في ظل خفض إنتاج النفط، ما أدى لانخفاض مبيعات الشركة.

بينما بدون أرباح "أرامكو" نجحت شركات السوق في تحقيق نمو في الأرباح خلال الفصول الثلاثة الأولى من العام.

قطاع البتروكيماويات لا يزال يعاني زيادة المعروض في الأسواق، ما عرض أسهم القطاع للضغوط السعرية، حتى وإن كانت نتائجها تحسنت مقارنة بخسائرها السابقة، وليس نتيجة تحسن واضح في مبيعاتها أو أسعار منتجاتها.

كذلك تأثر القطاعين بارتفاع التكاليف نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة، خاصة مع الرافعة المالية المرتفعة لهذه الشركات واعتمادها نموج أعمال على الديون.

قطاع البنوك ثالث القطاعات التي تضم الشركات الكبرى في المؤشر، أظهر تباينا في الأداء رغم مواصلة تسجيله الأرباح القياسية، حيث ارتفع مصرف الراجحي مقابل تراجع البنك الأهلي ما جعل القطاع ينهي العام على حياد تقريبا.

تعرض القطاعات الثلاثة الأكبر في السوق لهذه الضغوط كان سبب تراجع مؤشرات الشركات الكبيرة، فعلي سبيل المثال كان أرامكو والبنك الأهلي وسابك وبي إس إف وسبكيم والأول وسابك للمغذيات وكيان الأكثر ضغطا على المؤشر خلال 2024.

بينما استفادت مؤشرات الشركات الصغيرة والمتوسط بتحسن أرباح الشركات والقطاعات التي تضمها خاصة مع تركز أعمال هذه الشركات والقطاعات على الاقتصاد المحلي الذي شهد قطاعه غير النفطي نموا متواصلا بأكثر من 4%، إلى جانب الاستفادة من الإنفاق الحكومي السخي والمشاريع الضخمة في البلاد.

على سبيل المثال، الشركات التي تجاوزت ارتفاعاتها 100% خلال 2024 جميعها شركات صغيرة ومتوسطة، وحققت أرباحا جيدة منذ مطلع 2024، مثل إعادة السعودية والبحر الأحمر، والصناعات الكهربائية والباحة، والراجحي تكافل، ومياهنا، والكيميائية السعودية، وعذيب، وإم بي سي.

وأطلقت تداول السعودية في سبتمبر 2023، مؤشرات جديدة أحدها للشركات الكبيرة والثاني للمتوسطة والثالث للصغيرة، لتوضح تركيبة السوق كاملة، حيث تمثل الشركات الكبيرة 70% من إجمالي القيمة السوقية للأسهم الحرة، بينما تمثل الشركات المتوسطة 20%، في حين تمثل الشركات الصغيرة 10% المتبقية.

كما توفر هذه المؤشرات مقاييس مرجعية للمستثمرين تمكنهم من توسيع نطاق إستراتيجياتهم الاستثمارية والاستفادة من الفرص التي توفرها السوق.

توقعات 2025

فيما يخص توقعات 2025، حتى الأن لم تظهر إشارات على تغير المعادلة التى حكمت السوق بتفوق الشركات الصغيرة والمتوسطة على الكبيرة، إلا أنه من المتوقع تحسن أداء قطاع البنوك بشكل أفضل مع انخفاض أسعار الفائدة ما يزيد الطلب على القروض، من الأفراد وكذلك الشركات في ظل المشاريع الضخمة التى تحتاج إلى تمويل.

أما قطاعي الطاقة والبتروكيماويات، لا تزال الرؤية غير واضحة، والأمر مرتبط بشكل كبير بالنمو في الصين، ففي حالة تحسنه من المتوقع أن ينعكس إيجابا على الطلب على النفط ومنتجات البتروكيماويات، ما ينعكس بدوره على مبيعات وأرباح القطاعين، وبالتبعية أسعار أسهم الشركات.

وحدة التحليل المالي

الأكثر قراءة