اقتصاد مدينة الرياض

 

هي عاصمة الدولة السعودية منذ أكثر من 200 عام. وهي ثالث أكبر مدينة عربية سكانا، وأكبرها مساحة. وهي احدى أسرع مدن العالم تطورا وتوسعا. وكانت مكان عديد من الأحداث الإقليمية، من مؤتمرات ومنتديات وغيرها.

وبعد الرؤية أصبحت أيضا مكان عديد من الأحداث ذات الأهمية العالمية، مثلا استضافت قمة العشرين العالمية قبل سنتين تقريبا، واستضافت المنتدى الاقتصادي العالمي في العام الماضي.

ماذا عن البنية الاقتصادية للرياض ؟

تطورت حسب مراحل تطور الاقتصاد السعودي منذ توحيد المملكة قبل 90 عاما تقريبا. مرت بتطور في عقد السبعينيات من القرن الهجري الماضي، وقتها أنشئت جامعة الملك سعود وعديد من الوزارات. ثم مرت بمرحلة التخطيط التنموي منذ أواخر القرن الهجري الماضي. وتشهد هذا الوقت انطلاقة كبرى مع اطلاق الرؤية وبرامجها قبل 8 سنوات.  

يبلغ سكان المملكة حاليا قرابة 35 مليون نسمة، منهم ما يزيد قليلا على الخمس أي 20% بمدينة الرياض. منهم قرابة 40% يشكلون القوى العاملة. وقرابة 60% في القطاع الخاص وقرابة 20% في الحكومة، والباقي يد عاملة منزلية. ونسبة اليد العاملة السعودية أقل قليلا من 30%، ولكن نسبة السعوديين بمختلف الأعمار إلى مجموع السكان أكثر طبعا. المصدر الهيئة العامة للإحصاء في مسح القوى العاملة نهاية 2021.

ومع الرؤية والمشاريع الضخمة تحت الإنشاء في مدينة الرياض، متوقع أن تزيد مساحة مدينة الرياض، وترتفع نسبة سكان مدينة من قرابة 20% إلى ما لا يقل عن 25% بعد 7 سنوات تقريبا.

التطورات الاقتصادية عالميا كتوسع الاقتصاد الرقمي بقوة هذه التطورات انعكست بقوة أيضا على اقتصاد مدينة الرياض. وتحدث هذه التطورات نموا نوعيا ملحوظا في مساهمة اليد العاملة في الرياض إلى مجموع القوى العاملة في السعودية. هناك نمو في الطلب على المهن المرتبطة مباشرة بالتطورات التقنية.

بالمقابل، يقل الطلب بصورة نسبية وتدريجية على المهن الأقل ارتباطا بالتقنية الرقمية. وهذا يجر إلى مزيد طلب نوعي على العمل بالرياض.

تتولى مسؤولية التطوير الشامل لمدينة الرياض بأبعاده الحديثة الهيئة الملكية لمدينة الرياض، التي يرأس مجلس إدارتها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان حفظه الله.

تتبنى الهيئة الملكية لمدينة الرياض عدة مشاريع كبرى، أذكر منها برنامج تطوير الطرق الدائرية والرئيسية، ومشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام، ومشروع الرياض الخضراء ومشروع حديقة الملك سلمان، ومشروع تطوير الدرعية التاريخية ومشروع تطوير منطقة قصر الحكم.

تعطي الهيئة اهتماما قويا بالاستثمار والمناخ الاستثماري بمدينة الرياض، وقد صدرت منها أكثر من دراسة حول هذا الأمر. وفي هذا الأمر أعلنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض خلال 2024 رفع الإيقاف عن 50 مليون م2 من الأراضي ‏شمال مدينة الرياض والمنطقة المحيطة بمشروع المربع الجديد، ما يفتح فرصا كبيرة للتوسع ‏العمراني وتلبية احتياجات المدينة المتنامية.

كما اهتمت الهيئة بإثراء المشهد الثقافي والفني والترفيهي والسياحي في ‏العاصمة وتوفير خيارات ذات مستوى عالمي لسكان الرياض وسكان وزوار المملكة عامة. على سبيل المثال شهد العام الماضي 2024 ملتقى طويق الخامس للنحت. كما سجل نور الرياض 2024 أكبر احتفال للفنون الضوئية في العالم.

وفي ملتقى منتدى الرياض الاقتصادي المعقود أواخر العام الماضي، جرى تسليط الضوء على الجو والفرص الاستثمارية بمدينة الرياض.

التطورات التي تشهدها مدينة الرياض تعكس اهتماما بأمر هام وهو إنهاء الاعتماد على النفط كمورد دخل واحد تقريبا. تتبنى الرؤية تحويل الاقتصاد إلى اقتصاد متنوع بعمق. تحقيق ذلك له متطلبات كزيادة قوى الدفع الداخلية وتوسع التعامل على أساس التكامل اقتصاديا مع العالم الخارجي. وتبعا يجري ضم وإضافة قوى قطاعات أخرى كامنة في الاقتصاد الوطني.

بتعبير آخر، تمر المملكة وعلى رأس ذلك مدينة الرياض يتصحيح للمسار الاقتصادي للبلاد. النتيجة المتوقعة مزيد توسع كبير في اقتصاد الرياض، واقتصاد المملكة في السنوات القليلة المقبلة، بمشيئة الله. نسأله سبحانه البركة والتوفيق.           

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي