خبراء يحذرون: تعريفات أمريكا الجمركية قد يؤثر في أسواق الأسهم والطاقة
حذّر خبراء ومحللون من أن ما وصفوه بحالة عدم اليقين بشأن التعريفات الجمركية الأمريكية قد تلقي بظلالها على أسواق الأسهم والطاقة في العالم هذا الأسبوع بعد حزمة من الإجراءات الاقتصادية التي كان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد أعلن عنها يوم تنصيبه.
وشملت قائمة أبرز الإجراءات التي تبناها ترمب إعلان حالة طوارئ في قطاع الطاقة، وفرض رسوم جمركية نسبتها 25% على الواردات من كندا والمكسيك، وإلغاء العديد من مبادرات الرئيس السابق جو بايدن للسيارات الكهربائية، وإصلاحا فوريا لمنظومة التجارة الأمريكية.
اليوم الثلاثاء انخفضت أسعار النفط، حيث سجلت العقود الآجلة لخام برنت 79 دولارا للبرميل بانخفاض نسبته 1.42%، في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.30% إلى نحو 76 دولارا للبرميل.
بينما لم يفرض ترمب بعد أيّ تدابير تجارية جديدة شاملة، فقد طلب من وكالات اتحادية التحقيق في ممارسات تجارية غير عادلة من قبل دول أخرى، ووضع خطة شاملة لتسريع تصاريح النفط والغاز والطاقة من أجل تعزيز إنتاج الطاقة الأمريكي المرتفع بالفعل.
ورجح ماريو هولتسنر، مدير معهد فيينا للبحوث والدراسات الاقتصادية الدولية، أن يسارع ترمب إلى تكثيف أنشطة الحفر في مشروعات النفط والغاز في مستهل فترة ولايته، وقال في تصريح خاص لـ "الاقتصادية": إن أسواق النفط "ستتسم بوفرة الإنتاج والامدادات خلال الشهور المقبلة، ولذا سوف تتراجع الأسعار على المدى المتوسط، وهو أمر إيجابي للمستهلكين بشكل عام".
آمال خائبة
ويرى محللون مختصون في قطاع الطاقة أن اقتراح ترمب بفرض رسوم جمركية 25% على الواردات من كندا والمكسيك بدءا من الأول من فبراير المقبل أثار تقلبات في السوق، وأدى أيضا إلى انخفاض قيمة البيزو والدولار الكندي.
وعدّ سيفين شيميل، مدير شركة "في جي اندستري" الألمانية، في حديث لـ"الاقتصادية" أن خطة فرض الرسوم الجمركية هذه "خيّبت آمال المستثمرين الذين كانوا يأملون في تأخير التنفيذ، حيث اكتسبت أسعار النفط الخام زخما بعد أن عدّت الرسوم الجمركية المقترحة على واردات الخام الكندي بمثابة محرك محتمل لارتفاع أسعار السوق".
من جانبه، توقع ماركوس كروج، كبير محللي شركة "أيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، أن تكون وفرة المعروض على الأرجح سمة بارزة في السوق النفط في الفترة المقبلة.
وقال إن "هذا يتطلب من مجموعة أوبك+ التمسك بقيود الإنتاج" مشيرا إلى تأثير قرار ترمب بإلغاء الإجراءات التي اتخذها سلفه جو بايدن لتقييد حفر النفط.
بيانات الصين قد تدعم السوق
وبينما ترى ارفي ناهار، مديرة النفط والغاز في شركة "ناهار" الدولية، أن مساعي إدارة ترمب لزيادة إنتاج النفط والغاز وكذلك الاستهلاك في الولايات المتحدة قد تؤدي إلى انخفاض سعر خام غرب تكساس الوسيط، فإنها تتوقع أن تدعم البيانات الاقتصادية الصينية المشجعة أسعار النفط.
وأشارت ناهار في حديث لـ"الاقتصادية" إلى أن الصين أكبر مستورد للنفط الخام في العالم وأن اقتصادها قد سجل نموا 5.4% على أساس سنوي في الربع الأخير من 2024.
وواصلت أسعار الخام نزيف الخسائر للجلسة الرابعة على التوالي وسط توقعات بزيادة المعروض، مع تقييم المستثمرين لخطط ترمب الرامية إلى تطبيق الرسوم الجمركية الجديدة وتعزيز إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة.
تتوقع الأسواق أيضا أن يخفف ترمب القيود المفروضة على قطاع الطاقة الروسي مقابل اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وهو ما أدى إلى تبديد المخاوف من تعطُّل الإمدادات بسبب تشديد العقوبات.
وصف مدير معهد فيينا للبحوث والدراسات الاقتصادية الدولية ترمب بأنه "صديق لصناعة النفط" متوقعا أن يعطي دفعة قوية للاستثمار في مجال النفط الصخري.
وأشار هولتسنر إلى أن أوبك تراقب الموقف جيدا بوصفها أكبر منتج للنفط الخام "وربما تمتلك الكثير من الأدوات للتعامل مع تطورات الموقف".