هل يمكن اختزال منتدى دافوس في 5 أرقام؟
مع حدوث كثير من الأمور في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، اختلف آلاف المشاركين من بلدان عدة، فيما يرونه رقما مميزا أو حكاية أو معلومة في هذه المناسبة الدولية.
مع ذلك، في كل من الركائز الخمس للمنتدى "إعادة تصور النمو، وإعادة بناء الثقة، وحماية الكوكب، والصناعات في العصر الذكي، والاستثمار في الأشخاص"، ظهرت ملفات شائكة، موضوعات مميزة، وبرزت بعض الأرقام، بحسب موقع المنتدى الاقتصادي العالمي.
لكن من الصعب اختزال حدث مثل منتدى دافوس 2025 في تلك الأرقام الـ 5 التالية:
100 تريليون دولار من الدين العام
تمتلك الحكومات في جميع أنحاء العالم خططا كبيرة، وبالنظر بشكل أوسع، تسعى كل حكومة تقريبا إلى تعزيز النمو الاقتصادي الذي يتجاوز إحصائيات مثل الناتج المحلي الإجمالي لتوفير مستويات معيشة أفضل لمزيد من الناس من أجل الاستقرار والاستدامة.
لكن الدين العام الهائل قد يقوض كل ذلك. كانت مستويات الدين العام المرتفعة في جميع أنحاء العالم موضوعا متكررا للحديث في دافوس، وكان هناك رقم واحد ساد في تلك المناقشات - 100 تريليون دولار من الدين العام الذي راكمه العالم مجتمعا الآن.
5 % من الناتج المحلي الإجمالي
أحد الأسباب الرئيسة لاجتماع عديد من القادة في مكان واحد هو معرفة مواقف الأشخاص بشأن أكبر القضايا - والسعي إلى الطمأنينة بأنهم يستطيعون الاعتماد على بعضهم بعضا لفعل الصواب.
إحدى أكبر القضايا في أذهان المشاركين هي حرب روسيا وأوكرانيا، التي تصل الآن إلى عامها الثالث المدمر. وبالنسبة لأوروبا على وجه الخصوص، دفعها الدمار على جانبها الشرقي إلى الإدراك بأن المنطقة يجب أن تنفق مزيدا على دفاعها - في وقت يجب عليها فيه أيضا أن تنفق بكثافة على إعادة إحياء نموها الاقتصادي الجماعي وقوتها المالية.
في خطابه الخاص، وجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعوة لزيادة الإنفاق الدفاعي، وقال: "يجب أن تكون جميع الدول الأوروبية على استعداد لإنفاق ما هو مطلوب حقا على الأمن، وليس فقط بقدر ما اعتادت عليه. إذا كان الأمر يتطلب 5% من الناتج المحلي الإجمالي لتغطية الدفاع، فليكن كذلك".
40 % من أراضي الكوكب
كان هناك شعور سائد في اجتماع هذا العام بأن التحولات السياسية من شأنها أن تفتح الباب أمام الشركات لتحقيق أرباح في جميع أنحاء العالم. وسيكون من المؤسف أن نرى تراجعا تنظيميا يؤدي إلى أضرار أكبر على الكوكب ويمحو التقدم المحرز حتى الآن في الحفاظ على البيئة الطبيعية.
لقد أدى تدمير البيئة من أجل الزراعة والتعدين وأشكال أخرى من استخراج الموارد إلى إثارة الحديث أخيرا عن الحدود الكوكبية، التي تمثل مستوى الضرر الذي لا يمكن التراجع عنه.
وفي مقابلة على هامش دافوس، أشار إبراهيم ثياو، وكيل الأمين العام والأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى رقم مقلق يعكس التدمير الذي حدث حتى الآن، وقال إن نحو 40% من أراضي الكوكب تدهورت بالفعل، ما أثر بشكل مباشر على 3.2 مليار شخص تقريبا.
الذكاء الاصطناعي بعد 5 سنوات
تطورت طرق الاستفادة من الذكاء بشكل جماعي بسرعة كبيرة في الماضي القريب، ويبدو أنها ستتطور بشكل جذري في المستقبل القريب جدا، وذلك لأن الشركات والحكومات تضخ الأموال الآن في الرقائق ومراكز البيانات والمواهب وموارد الطاقة اللازمة لدفع الذكاء الاصطناعي إلى المستوى التالي.
ذكر كبير علماء الذكاء الاصطناعي في ميتا، يان لو كون، خلال جلسة في دافوس أن "نموذجا جديدا من الذكاء الاصطناعي" سيظهر في غضون السنوات الخمس المقبلة وسيفوق قدرات الأنظمة الحالية بشكل كبير.
وقال: "إن عمر النموذج الحالي"، أي نماذج اللغة الكبيرة التي يستخدمها الناس حاليا لإنشاء الصور والنصوص بسرعة، قصير. "في غضون 5 سنوات، لن يستخدمه أي شخص عاقل بعد ذلك، على الأقل ليس مكونا مركزيا لأي نظام ذكاء اصطناعي".
33 % في الحكومة
لم تخرج المساواة بين الجنسين عن نطاق تركيز المشاركين، وكان محتوى كثير من الجلسات والمقابلات في دافوس بمثابة دليل.
وفقًا لأحدث تقارير الفجوة العالمية بين الجنسين الذي نشره المنتدى، فإن الجهود المبذولة لسد فجوة "التمكين السياسي"، أو الفرق بين الفرص المتاحة للنساء والرجال للوصول إلى مناصب صنع القرار، سجلت أقل قدر من التقدم.
مع ذلك، قالت تيريز كاييكوامبا فاجنر، وزيرة خارجية جمهورية الكونو، خلال جلسة في دافوس: "لقد انتقلنا من 16% من النساء في الحكومة"، أو أقل بكثير من متوسط إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى البالغ 27% تقريبا، "إلى 33% في الحكومة التي تم تشكيلها في 2024".
