كيف أثر تبني ترمب للعملات المشفرة في إفريقيا؟

كيف أثر تبني ترمب للعملات المشفرة في إفريقيا؟
موظف في مكتب شركة "يلو كارد فاينانشال" في لاغوس، نيجيريا - بلومبرغ

قال الرئيس التنفيذي لشركة "يلو كارد فاينانشال" (.Yellow Card Financial Inc)، وهي منصة لتداول الأصول الرقمية تركز على القارة الإفريقية، إنه تلقى اهتماماً متزايداً من البنوك التقليدية، ويتوقع أن تتحرك الجهات التنظيمية بشكل أسرع لسنّ قواعد للقطاع عقب تنصيب الرئيس الأمريكي الداعم للعملات المشفرة دونالد ترمب.

ذكر كريس موريس، الرئيس التنفيذي للشركة، في مقابلة أُجريت يوم الأربعاء: "مع توجه الولايات المتحدة على هذا النحو، أعتقد أنكم ستشهدون سرعة أكبر من جانب عديد من الحكومات في إفريقيا للوصول إلى نقطة وضوح تنظيمي". وأضاف: "هذا يمنحنا مزيداً من الثقة بأنه خلال العام المقبل، أو ما يقارب ذلك، سنشهد تغييرات تنظيمية واسعة النطاق في جميع أنحاء القارة الأفريقية".

جاءت تصريحاته بعد ساعات من إعلان هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية أنها ستطلق فريقاً مخصصاً للعملات المشفرة لوضع أساليب لتنظيم السوق، كجزء من خطة ترمب لهذا القطاع. على الرغم من الاعتماد الواسع على الأصول المشفرة من قبل الشباب الأفارقة والشركات التي تحاول التحوط ضد العملات غير المستقرة، إلا أن العديد من الدول في القارة لا تزال تفتقر إلى التشريعات اللازمة لاستخدام الأصول الرقمية في الأسواق المالية.

عدم قانونية العملات المشفرة في معظم إفريقيا
 لا يزال تداول العملات المشفرة غير قانوني في معظم الدول الإفريقية، وتتم مراقبة الأنشطة التجارية عن كثب من قبل البنوك المركزية التي تخشى أن يستخدم المستثمرون العملات المستقرة لنقل أصولهم إلى الخارج، ما يؤدي إلى هروب رأس المال. وجرى اعتقال ومحاكمة أحد المسؤولين التنفيذيين في بورصة "بينانس" في نيجيريا العام الماضي، بتهمة التلاعب بالعملات، وهي تهمة أنكرها، لكن ذلك يعد دليلاً على مدى جدية الحكومات في التعامل مع هذا الأمر.

مع ذلك، قال موريس إنه لاحظ تغيراً في المعنويات منذ فوز ترمب في نوفمبر، حيث شهدت الصناعة انطلاقة بطرق لم يكن يتوقعها قبل بضعة أشهر فقط. وأضاف أن شركته، التي تحظى بدعم من جهات عدة بما في ذلك شركة "بلوك" (.Block Inc) التي أسسها جاك دورسي، وشركة "فالار فينتشرز" (Valar Ventures) التي شارك في تأسيسها بيتر ثيل، و"كوين بيس فينتشرز" (Coinbase Ventures)، تلقت عدة عروض للاستحواذ.

وتابع: "نجري حالياً محادثات مع بنوك ومؤسسات مالية كبرى لم تكن ترغب في التواصل بشأن العملات المشفرة قبل بضعة أشهر. الآن هم من يتصلون بنا، وهم مهتمون. ويريدون معرفة سبل دخولهم إلى هذا المجال. أعتقد أن جزءاً كبيراً من ذلك يعود إلى تأثير ترمب".

توسع نشاط "يلو كارد" ليشمل 20 دولة إفريقية، وتداولت الشركة عملات مشفرة تزيد قيمتها عن 3 مليارات دولار في العام الماضي. أشار موريس إلى أن المحادثات الجارية في دول مثل كينيا ورواندا وغانا لتنظيم سوق العملات المشفرة تمنح الشركات في هذا القطاع "الثقة للاستثمار، والتوظيف، والنمو".

تابع موريس: "نيجيريا هي الأولى عالمياً في اعتماد العملات المستقرة، والثانية في اعتماد العملات المشفرة بشكل عام. كما أن جنوب إفريقيا وكينيا وغانا جميعها ضمن أفضل 20 دولة عالمياً من حيث اعتماد هذه التكنولوجيا".

وعلى الرغم من أن "يلو كارد" لم تستفد من برنامج الحضانة التنظيمية السريعة الذي أطلقته هيئة الأوراق المالية النيجيرية لمنصتين للتداول المشفر العام الماضي، إلا أن موريس يأمل أن تحصل شركته على ترخيص دائم للعمل هذا العام.

تحويلات الأموال الدولية باستخدام العملات المشفرة تحظى بشعبية بين الأفارقة في المهجر وأقاربهم في القارة، كما أن اعتمادها يتزايد بين الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تلجأ إلى العملات المستقرة لإجراء المعاملات. قال موريس إن السؤال الآن هو ما إذا كانت القارة تستطيع الحفاظ على هذا الزخم، والبقاء في صدارة سوق العملات المشفرة.

واختتم: "على مدى العامين الماضيين، أصبحت البيئة التنظيمية أفضل بكثير في القارة. والآن، مع هذا الضغط الإضافي من ترمب، أعتقد أن ذلك الزخم سيستمر في النمو".

سمات

الأكثر قراءة