فوضى الرسوم الجمركية توجه ضربة موجعة للأسواق الناشئة

فوضى الرسوم الجمركية توجه ضربة موجعة للأسواق الناشئة

تعزز الاضطرابات الناتجة عن الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة دونالد ترمب وجهات النظر التي ترى أن الأصول الأعلى مخاطرة ستتكبد مزيدا من الخسائر في المرحلة المقبلة.

معظم عملات الأسواق الناشئة ستتراجع، حسبما يتوقع إستراتيجيون في "سوسيتيه جنرال"، محذرين من أن اليوان الصيني سيشهد "انخفاضا طفيفا"، وأن الراند الجنوب إفريقي وعملات أمريكا اللاتينية ستظل عند مستويات ضعيفة.

في المقابل قال إستراتيجيون في "جولدمان ساكس" إن تراجع الدولار سيعزز على الأرجح أسعار صرف العملات في الاقتصادات المتقدمة الكبرى، وليس في الأسواق الناشئة، وكتب محللون لدى "سوسيتيه جنرال" في لندن "الضغوط لا تزال مستمرة في سوق الصرف الأجنبي للعملات الناشئة، لكنها ستتباطأ".

ضعف شهية الاستثمار

رغم أن مؤشر عملات الأسواق الناشئة التابع لـ "مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال" أنهى الأسبوع عند أعلى مستوى له منذ 5 أشهر، إلا أن المحادثات مع المستثمرين أظهرت أن حالة التشاؤم تجاه فئة الأصول هذه مرتفعة، إذ يستعد مديرو الصناديق لمواجهة تداعيات الحرب التجارية. وسجل البيزو الكولومبي والروبية الإندونيسية أكبر انخفاض بين عملات الأسواق الناشئة الأسبوع الماضي.

قال تاماش تشير الذي يشارك في إدارة 2.8 مليار دولار في شركة "هولد ألا بكيزيلو" : "حتى لو لم يتحقق السيناريو الأسوأ الآن، فإن حالة عدم اليقين الحالية تسبب ضررا فعليا"، مضيفا "أن شهية الاستثمار تتراجع على مستوى العالم".

تعرضت الأسهم لضغوط حادة، إذ انخفض مؤشر الأسواق الناشئة التابع لـ "مورغان ستانلي كابيتال إنترناشيونال" بنسبة 3.7% خلال الأسبوع. وساهمت موجات الاضطرابات السياسية هذا العام في تركيا وإندونيسيا وكوريا الجنوبية في زيادة قلق المستثمرين من المخاطر في الأسواق الناشئة.

تراجع متوقع لليرة التركية

في تركيا، عدل "مورجان ستانلي" توقعاته هذا الأسبوع لتشير إلى تراجع متوقع في قيمة الليرة بحلول نهاية العام، ونصحت بتجنب صفقات العائد التفاضلية. وقد تكون الاضطرابات المرتبطة بالرسوم كلفت تركيا 10 مليارات دولار إضافية من احتياطات النقد الأجنبي، ما يزيد من الخسائر التي تكبدتها الشهر الماضي وسط أزمة سياسية داخلية.

كتب محللون من بينهم هاندي كوتشوك وأرناف غوبتا في "مورغان ستانلي": "من المرجح أن تكون الاستثمارات الأجنبية قد تراجعت أكثر هذا الأسبوع استجابةً لموجة النفور العالمي من المخاطر المرتبطة بالرسوم، ما يعني أن الطلب المحلي على العملات الأجنبية سيكون العامل الحاسم في توقعات الاحتياطات".

استغل بعض المستثمرين موجة البيع لاقتناص فرص شراء مغرية. وقال تشير من "هولد ألا بكيزيلو" إنه اشترى مزيداً من الأسهم البولندية، معوّلًا على أن سياسات ترمب ستدفع أوروبا إلى زيادة الإنفاق الدفاعي.

تقلبات إضافية في الأسواق

في غضون ذلك، توقعت مالين روزنغرين، مديرة صناديق في "آر بي سي بلو باي" بلندن، أن تشجع إستراتيجيات ترمب قادة سياسيين آخرين على تبني أساليب أكثر تشددا، ما يزيد احتمالات تقلبات حادة في الأسواق.

وقالت "لا شك أننا سنشهد مزيداً من الحالات في الأسواق الناشئة حيث يختبر قادة متشددون حدود النظام العالمي الجديد. وسيتحول تركيز المستثمرين إلى الجوانب الاقتصادية في محاولاتهم لتجاوز فترات الفوضى السياسية".

الأكثر قراءة