محللون نفطيون لـ"الاقتصادية": مخاوف زيادة المعروض وراء التراجعات الأخيرة للأسعار
أرجع تقرير لبنك "إس.إي.بي" السويدي سبب التراجعات التي سجلتها أسعار النفط خلال الأيام الأخيرة إلى مخاوف زيادة المعروض، بعد دعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى زيادة الإنتاج سعيا لخفض أسعار الخام ومن ثم التضخم وأسعار الفائدة.
وهبط خام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 3% خلال الخمسة أيام الأخيرة، بينما تراجع خام برنت بنحو 1.7% خلال الفترة المذكورة، وإن كان الخامان قد عادا على استحياء إلى منطقة الصعود الخضراء لفترة وجيزة اليوم الاثنين.
وذكرت شركة "إس.بي.آي" لإدارة الأصول أن انخفاض بيانات مؤشّر مديري المشتريات الصناعيّ في الصين سيؤثّر بالتأكيد في المشاعر حيث كان التصنيع يقود الحافلة الاقتصادية في الصين.
وقال الدكتور ربيع يوسف، مدير قسم الطاقة في جامعة أحمدو النيجيرية، لـ "الاقتصادية": إنّ العقود الآجلة للخام انخفضت بالفعل بعد أن أظهر مؤشر مديري المشتريات الصناعي في الصين انكماشا في يناير الماضي أثار المخاوف بشأن الطلب من أكبر مستورد للنفط في العالم.
بيد أن الأسعار عاودت الصعود بعض الشيء، حيث سجّل خام غرب تكساس الوسيط ارتفاعا بلغ 0.43% إلى 74.97 دولار، في حين صعد برنت 0.41% إلى 78.85 دولار بحلول الساعة (10:33) بتوقيت غرينتش اليوم.
التوترات الجيوسياسية كلمة السر
ويرى محللون متخصصون في أسواق النفط أن التوترات الجيوسياسيّة وتغيّر سياسات السوق أثارت المخاوف بشأن العرض والطلب العالمي على الطاقة، في إشارة إلى الدعوات الأخيرة لزيادة الإنتاج وتدابير التجارة المحتملة التي أسهمت في تقلبات السوق، بما في ذلك التهديدات بفرض رسوم جمركية.
كانت أسعار النفط قد انخفضت مع الإعلان عن فرض ترمب مجموعة من العقوبات والرسوم الجمركية على كولومبيا، في خطوة سلطت الضوء على المخاطر التي تهدد الاقتصاد العالمي والتجارة. جاء ذلك بعدما رفضت الأخيرة السماح للطائرات العسكرية التي تحمل مهاجرين مرحلين بالهبوط.
لكن المكتب الإعلامي للبيت الأبيض قال اليوم: إن واشنطن لن تفرض رسوما جمركية أو عقوبات على كولومبيا بعد أن وافقت الأخيرة على استقبال مهاجرين مرحّلين من الولايات المتحدة.
وقبل ذلك، هدد ترمب بفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك والصين، ودعا إلى زيادة إنتاج الخام. كما هددت الإدارة الأمريكية باتخاذ إجراءات بشأن تدفقات السلع من مجموعة من الدول.
ويرجّح متخصصون أن تؤدّي الرسوم الجمركية التي اقترحها ترمب إلى تشديد العرض العالمي للسلع الأمريكية، مشيرين إلى انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي من مستوى المقاومة عند 110 وقد يشكل مطرقة هبوط في يناير الجاري.
كما يتوقع المحللون أن يزيد المنتجون الرئيسيون الإمدادات ابتداء من أبريل المقبل، وهو ما قد يؤثر سلبا في الأسعار.
وقال مارتن جراف، مدير شركة " إنرجي شتايرمارك " النمساوية للطاقة، في حديث لـ "الاقتصادية": إنّ أسعار النفط انخفضت بعد أن دعا ترمب مجموعة (أوبك+) إلى خفض أسعار الخام.
وجدّد ترمب مطالبته للمجموعة بخفض أسعار النفط للإضرار بالوضع المالي لروسيا وإنهاء حرب أوكرانيا.
لكن ماريو هولتسنر، مدير معهد فيينا للبحوث والدراسات الاقتصادية الدولية، استبعد في حديث لـ "الاقتصادية" أن تؤدّي العقوبات الأمريكية الشاملة على صناعة النفط الروسية إلى "ضربة كبيرة" للإنتاج، حيث تدعم أسعار الشحن المرتفعة والنفط الخام الرخيص في البلاد التجارة وفقًا لما ذكرته مجموعة "جولدمان ساكس".