أفلام الرعب تسرق الأضواء من الأفلام الرومانسية الكوميدية

أفلام الرعب تسرق الأضواء من الأفلام الرومانسية الكوميدية

تباشر دور السينما الأمريكية عرض فيلم "كومبانيون" (Companion) في 31 يناير، وهو يبدأ بمشهد لطيف تظهر فيه فتاة تُدعى آيريس وهي تتسوق في متجر بقالة، حيث تتبادل نظرات مع جوش، فيتخبط ويتسبب بسقوط كومة من حبات البرتقال . لكن، كما الحال مع أفلام أخرى منتظرة مثل (Heart Eyes) و(Drop)، توشك هذه المكرورات السائدة في الأفلام الكوميدية الرومانسية على أن تتحول كلياً. فهل تخلت هوليوود عن الحب؟

قال درو هانكوك، كاتب ومخرج فيلم (Companion) الذي يتفاعل مع العلاقات شديدة التعقيد التي تجسدها شخصياته إن "الجمهور أصبح واعياً جداً ويدرك جميع الحيل". أضاف: "ولدي كثير من الأفكار المكبوتة. كنت أحياناً الشخص السيئ، وأحياناً أخرى كنت من تعرض لظلم".

غزو أفلام الرعب لدور السينما
يُحسب لهانكوك أنه لا يسهب قبل أن يكشف عن ما وراء المقدمات. لقد اختار موقعاً يثير الريبة هو متجر بقالة مهجور، لكن لا يمر وقت طويل قبل أن نسمع تعليقاً بصوت شخصية آيريس، التي تؤدي دورها صوفي ثاتشر ممثلة فيلم (Yellowjackets)، تقول فيه إنها شعرت بالسعادة الحقيقية مرتين فقط في حياتها: عندما قابلت جوش، الذي يؤدي دوره جاك كوايد ممثل فيلم (The Boys)، وعندما قتلته.

قال المخرج "أحاول أن أشدك إلى أرضية مألوفة... لا يمكن الاكتفاء بتقديم عمل صادق فقط اليوم. عليك أن تستمر في إعادة ابتكار نفسك واستكشاف اتجاهات جديدة وإضافة حبكات غير متوقعة، بعدها يمكنك الاستمتاع بما هو مألوف لدى الجمهور".

 سرعان ما نكتشف أن أيريس هي روبوت برمجها جوش، الذي يبدو لطيفاً للوهلة الأولى، لتغرم به. وهذا لا شكّ يزيد من عامل التشويق.

في هذه الحقبة الجديدة من التجربة السينمائية، أصبحت أفلام الرعب ضمانة النجاح المادي على شبابيك التذاكر، فيما تتجه معظم الأفلام الرومانسية التقليدية إلى منصات البث. حتى أن الفيلم العاطفي الضخم (It Ends With Us) الذي عُرض في 2024 وتجاوزت إيراداته 350 مليون دولار مقابل ميزانية 25 مليون دولار، كان في جوهره قصة عن العنف الأسري. وهكذا، من أجل سرد روايات غرامية وتلبية تطلعات المشاهدين في عيد الحب، بدأ صنّاع السينما يُزاوجون بين الرعب والأفلام الرومانسية.

قال المؤلف الشريك لفيلم (Heart Eyes) كريستوفر لاندن: "شعرت برغبة في مشاهدة فيلم يُقطع فيه رأس (الممثلة) ميغ راين".

ملامسة مخاوف الجمهور
يبدأ عرض هذا الفيلم الرومنسي الكوميدي - العنفي من إخراج جوش روبن في دور السينما في 7 من فبراير، ويروي مغامرة في يوم عيد الحب لمديرين تنفيذيين يعملان في مجال التسويق يحاولان الهرب من قاتل يترصد الأزواج، ويشخصهما مايسون غودينغ وأوليفيا هولت. وتتطور بينهما مشاعر حب في ما يشبه الروايات الكلاسيكية خلال ليلة طويلة مليئة بالمطاردات ومحاولات للنجاة من سكين القاتل.

قال لاندن الذي اشتهر بإخراج فيلم الرعب الكوميدي (Happy Death Day)، الذي يتناول كسر حلقة زمنية مفرغة وعُرض في 2017، إنه يتعامل مع الجانب الرومانسي للقصة بجدية تضاهي الجانب الدموي. أضاف: "أعجبتني فكرة أن أقدم أمراً هو بمثابة رسالة حب إلى الكوميديا الرومانسية مع لمسة من السخرية".

يعود لاندن مع فيلم (Drop) من إنتاج استوديو "بلومهاوس" (Blumhouse) المتخصص بأعمال الرعب ويبدأ عرضه في دور السينما في 11 أبريل. يروي فيلم الإثارة الخالصة قصة أرملة تؤدي دورها الممثلة ميغان فاهي، التي اشتهرت بدور دافني في الموسم الثاني من مسلسل (The White Lotus)، وهي تخرج في أول موعد عاطفي لها بعد تردد. ثمّ تبدأ فجأة بتلقي رسائل عبر خاصية "إيردروب" على هاتفها من شخص مجهول يهددها بإيذاء طفلها ما لم تقتل الرجل الوسيم الجالس قبالتها (براندون سكلينر)، وربما سيكون هو من يراسلها.

يرى لاندن أن حبكة (Drop) تحاكي سؤالاً يجول في خاطر كثيرين ممن يستخدمون تطبيقات المواعدة: هل سأتزوج الشخص الذي خرجت معه أم أنه سيقتلني ويقتل كلّ من أحب؟ قال: "أعتقد أن ثمة متعة معينة في مشاهدة موعد غرامي سيئ والتماهي مع هذا الشعور".

ثقافة البحث عن شريك عبر تطبيقات المواعدة
الأمر أشبه بمتلازمة سندريلا عكسية، يتبين فيها أن أميرها شخص خبيث في الواقع. إنها قصة مألوفة أليس كذلك؟ تهيمن هذه الأفلام التي تتناول علاقات رومانسية تتحول إلى كوابيس على موسم جوائز الأفلام الحالي. منها مثلاً فيلم (Anora) لشون بايكر الذي يبدأ بقصة حب حالمة حين تتزوج فتاة الليل آني، وتلعب دورها ميكي ماديسون، نجل أوليغارشي روسي يدعى إيفان، ويشخصه مارك إيليدشتاين. لكن عندما يرسل والداه الغاضبان رجالاً إلى قصره لإجباره على فسخ الزواج، يهرب إيفان، فتكتشف آني أنه ليس فارس الأحلام الذي كانت تتوسمه.

يقودنا ذلك إلى بريدجيت جونز، أكثر من تعرف عن الرجال الدنيئين. فمنذ أن دندنت أغنية (All by Myself) أصبحت شخصية بريدجيت جونز، الفتاة البريطانية كاتبة المذكرات التي جسّدتها رينيه زيلويغر وابتكرتها الروائية هيلين فيلدينغ، رمزاً للنساء الحائرات الباحثات عن شريك.

تعود جونز في فصل جديد من مغامراتها في فيلم (Bridget Jones: Mad About the Boy) الذي يبدأ عرضه في 13 فبراير عبر منصة "بيكوك"، لكنه يحمل لمسة حزن  هذه المرة. إذ توفي حبيبها مارك دارسي، الذي أدى دوره الممثل كولين فيرث. وقد أصبحت أماً في خمسينات عمرها تربي ولديها وحيدة، وتلك أكثر قصص هوليوود رعباً.

على أي من الرجلين الوسيمين سيقع اختيارها هذه المرة؟ الشاب الوسيم صغير السن الذي يؤدي دوره ليو وودوال أو الرجل الراقي الذي يؤدي دوره شيوتل إيجيوفور؟ هل النهاية السعيدة هي الهدف حقاً؟ أم أنها أصبحت مستحيلة؟ ولو تضمّن الفيلم مشاهد دموية، هل كان ليُعرض في دور السينما؟

 

الأكثر قراءة