كيف قتلت الهواتف الذكية إبداع الجيل "زد"

كيف قتلت الهواتف الذكية إبداع الجيل "زد"
rawpixel

تحتضن أماكن العمل للمرة الأولى 5 أجيال تعمل بجانب بعضها، إلا أن الجيل الأصغر سنا يجلب توقعات وحدودا جديدة تختلف عن التقاليد المعهودة التي اعتاد عليها أرباب العمل.

أستاذ الأعمال في جامعة نيويورك ومؤلف كتاب "الجيل القلق" جوناثان هايدت، تناول هذا الموضوع في المنتدى الاقتصادي العالمي الأسبوع الماضي، مؤكدا أن "هناك قلقا واسع الانتشار بشأن الموظفين الشباب"، وفقا لما ذكرته مجلة بزنس إنسايدر.

وأضاف هايدت إلى أن عديدا من الساعات التي يقضيها الشباب من الجيل زد في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد أضرت بقدرتهم على الأداء الجيد في مكان العمل، موضحا أنهم دائما يفتقرون إلى الوقت للتفكير والإبداع.

نقص الانتباه
يستكشف كتاب هايدت "الجيل القلق" كيف أدت وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية إلى تحول الأجيال الشابة.

كان أستاذ إدارة الأعمال بجامعة نيويورك قد أوضح في إحدى حلقات برنامج "عرض تيم فيريس" أن ندرة انتباه الشباب أصبحت تشكل مشكلة مع دخولهم الحياة المهنية. قائلا إنهم لا يتطورون بشكل جيد في مكان العمل، ويجد المديرون صعوبة في العمل معهم.

هايدت حث أرباب العمل على تبني مفهوم "مقاومة الهشاشة" الذي يفيد بأن "النمو يأتي من مواجهة التحديات والجهود"، مشيرا إلى أهمية تقديم ملاحظات صريحة وتحديات مباشرة للموظفين، ما يتيح لهم فرصة التعلم والتطور ومعالجة نقاط ضعفهم

تحدث واستمع
قال هايدت: إن الجيل زد لا ينكر المشكلة ويدركها، "تحدث إلى موظفيك الجدد واستمع إلى مخاوفهم، ثم أوضح لهم أنك تريد لهم النجاح وأنك ستساعدهم على النجاح".

قال الباحث في مجال مستقبل العمل رافين جيسوثاسان، لـ"بزنيس إنسايدر": "ربما لم تعد الأشياء التقليدية التي اعتمدنا عليها للإبداع موجودة، لكنني أعتقد أن هذا الجيل القادم لديه طرق مختلفة لتوليد إبداعه"، مشيرا إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي كمثال.

أشار جيسوثاسان إلى أن الجيل زد يتمتع بعقلية ورؤية فريدة يمكن أن تضيف قيمة كبيرة إلى الفرق متعددة الأجيال في مكان العمل. وبغض النظر عن مدى استعداد الشركات للتكيف، فإن تأثير الجيل زد في سوق العمل يتزايد باستمرار.

أكدت الرئيسة التنفيذية العالمية لشركة "إي واي" جانيت ترونكالي، أن الجيل زد سيشكل 30% من القوى العاملة بحلول 2030، مشيرة إلى أهمية الاعتراف باختلافهم في طريقة التعلم والتواصل.

للتكيف مع تطور القوى العاملة، من الضروري إدراك أن الجيل زد "مختلف بشكل شامل" في طريقة تعلمه وتواصله. وأكدت ترونكالي أن هذا لا يجعلهم أقل كفاءة، قائلة: "أرى مستوى الإنتاجية والأفكار والابتكار نفسه الذي يأتي من هذا الجيل كما هو الحال مع جيلي".

أشارت ترونكالي إلى أهمية التكيف مع الجيل زد من خلال تلبية احتياجاتهم عبر المرونة، التعاون بين الأجيال، والحوار المستمر حول متطلبات مكان العمل. وقد أطلقت "إي واي" مبادرة جديدة للموظفين مع تركيز قوي على الرفاهية، وبدأت أيضا في تقديم جلسات تدريبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والبودكاست.

"ستبدأون في رؤية مزيد من الرؤساء التنفيذيين يتحدثون عن الإستراتيجية ورؤية شركاتهم من خلال مقاطع الفيديو أثناء ممارستهم للرياضة أو الجري"، كما قالت ترونكالي، مضيفة أنه من المهم تبني القيم التقليدية مع استيعاب الأفكار الجديدة والسعي لبناء بيئة عمل متكيفة مع المتغيرات الحديثة، ما يعزز من إنتاجية وابتكار الجيل الجديد دون الحاجة إلى الاستغراق في مقارنات لا نهاية لها.

الأكثر قراءة