محللون: النفط أمام ضغوط نزولية تقابلها عوامل لتوازن السوق
بينما تتواصل الضغوط النزولية على أسعار النفط لأسباب في مقدمتها رسوم جمركية من المنتظر أن تفرضها واشنطن على وارداتها من 3 دول، يشير خبراء إلى عوامل تحدث توازنا في السوق، أحدها نابع من تلك الرسوم المنتظرة نفسها.
ويترقب المتعاملون تقييم أثر الرسوم الجمركية التي ستفرضها الولايات المتحدة في وارداتها من كندا والمكسيك والصين يوم السبت، واتجاه سياسات مجموعة "أوبك+"
ويرى محللون أن تلك الرسوم الجمركية سيكون من شأنها تعطيل تدفقات التجارة، مشيرين إلى أن كندا والمكسيك تزوّدان مجتمعتين الولايات المتحدة بأكثر من 4.6 مليون برميل يوميّا، ما يجعل التحوّلات السياسيّة عاملا رئيسيا في تحرّكات الأسعار.
وواصلت أسعار الخام انخفاضها اليوم الأربعاء مع زيادة المخزونات الأمريكية واستقرار الأوضاع في ليبيا، في وقت أدت فيه أيضا البيانات الاقتصادية الضعيفة من الصين، والمخاوف بشأن الطلب على الطاقة لمراكز البيانات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، إلى إضعاف التوقعات وتعزيز الضغوط النزوليّة.
كانت الصين، وهي أكبر مستورد للخام في العالم، قد أعلنت يوم الاثنين انكماشا غير متوقّع في نشاط التصنيع خلال يناير الجاري، وهو الأمر الذي عزز المخاوف بشأن نمو الطلب العالمي على النفط.
وسجل خام غرب تكساس الوسيط انخفاضا بلغ 0.65% إلى 73.28 دولار للبرميل، في حين بلغ سعر خام برنت 76.94 دولار بانخفاض نسبته 0.74% بحلول الساعة 12:25 بتوقيت غرينتش.
وبينما خسر الخامان الرئيسان ما يقرب من نحو 3 % على مدار الأيام الماضية، فإنهما ما زالا مرتفعين على أساس شهري بنسب تتجاوز الـ4%. ومستوى مقاومة خام غرب تكساس الوسيط عند 73.97 دولار بينما يبلغ 77.84 بالنسبة لبرنت.
شعور بالقلق
يشير تونكا، مدير الاستثمار في بنك "بي.كي.تي" في ألبانيا، إلى أن أسعار الخام انخفضت بعد تراجع واشنطن عن فرض عقوبات على كولومبيا.
وجاءت التهديدات الأمريكية بفرض تلك الرسوم بعد رفض كولومبيا السماح لطائرات عسكريّة أمريكيّة كانت تحمل مهاجرين مرحلين بالهبوط؛ لكن واشنطن تراجعت عن معاقبة بوغوتا مقابل امتثال الأخيرة للمطالب الأمريكية.
لكن تونكا قال لـ "الاقتصادية": إن تلك الواقعة "تركت الأسواق تشعر بالقلق بشأن الرسوم الجمركية المحتملة على النفط الكندي".
وعلى الرغم من حالة عدم اليقين هذه، فقد ذكر أن شركات النفط الكندية الكبرى مثل "صنكور" و"إمبريال أويل" ما زالت تخطط لزيادة الإنتاج.
أسباب للتوازن
وبينما تتجلى العوامل المؤدية إلى الضغوط النزولية بوضوح، يرى مارتن جراف، مدير شركة "إنرجي شتايرمارك" النمساوية للطاقة أن هناك في المقابل أسبابا تؤدي لإحداث توازن.
وقال لـ "الاقتصادية": إن "حالة عدم اليقين بشأن الطلب العالمي مستمرة؛ فقد قدّر معهد البترول الأمريكي ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بمقدار 2.86 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، وكان المحللون يتوقعون زيادة قدرها 3.7 مليون برميل".
أما مايكل أوتر، مدير الاقتصاد الدولي في الغرفة الاقتصادية النمساوية، فقال لـ "الاقتصاديّة": إن "الطلب على النفط الخام في الشرق الأوسط يظل قويا".
أضاف "الرسوم الجمركية المرتفعة قد تجعل إمدادات النفط ضيقة نسبيا في السوق الأمريكية؛ كما تؤثر المخاوف من أن تؤدي حرب تجارية عالمية إلى إضعاف الطلب في النفط وأسعار الخام.
وأكد أيضا أن تسجيل ارتفاع أقل من المتوقع في المخزونات الأمريكية يساعد على الحد من أي خسائر أخرى.