رياح معاكسة في سوق النفط .. بيانات الصين وطقس أمريكا يعززان مخاوف الطلب

رياح معاكسة في سوق النفط .. بيانات الصين وطقس أمريكا يعززان مخاوف الطلب
مصفاة مستقلة في إحدى مقاطعات الصين. "رويترز"

تواجه أسواق النفط رياحا معاكسة، بعد بيانات اقتصادية ضعيفة من الصين وتوقعات لتحسّن الطقس في أماكن أخرى، على نحو يعزز التوقعات بتراجع الطلب على الخام.

وكانت الصين، وهي أكبر مستورد للخام في العالم، قد أعلنت أمس انكماشا غير متوقّع في نشاط التصنيع خلاليناير الجاري، وهو الأمر الذي عزز المخاوف بشأن نمو الطلب العالمي على النفط.

في الوقت ذاته، فإن توقعات الطقس في الولايات المتحدة تشير إلى ارتفاع درجات الحرارة أكثر من المعتاد هذا الأسبوع، ما قد يؤدي على الأرجح إلى انخفاض الطلب على وقود التدفئة.

في ظل هذا المشهد، الذي يعزز اتجاه المعنويات نحو توقعات الهبوط، يواجه خاما غرب تكساس الوسيط وبرنت صعوبة في التداول دون مستويي المقاومة، البالغين 75.12 دولار و78.48 دولار بالترتيب.

هذا التوجه قد يؤدي إلى هبوط النفط أكثر نحو مستويات 72.51 دولار و71.25 دولار لخام غرب تكساس الوسيط و76.41 دولار لمزيج برنت.

وبحلول الساعة (11:00) بتوقيت غرينتش، كان خام غرب تكساس الوسيط عند مستوى 73.60، بارتفاع 0.6 على أساس يومي وهبوط بأكثر 2.8% خلال 5 أيام. أما برنت، فقد صعد 0.77% إلى 77.65 دولار مقابل انخفاض بأكثر من 5% في الأيام الخمس الأخيرة.

مخاوف بشأن الطلب

يرى محللون وخبراء متخصصون في أسواق النفط أن هبوط أسعار الخام نابع بشكل رئيسي من تزايد المخاوف بشأن الطلب.

ويعزو هؤلاء تلك المخاوف إلى أمور عديدة من بينها في الآونة الأخيرة بيانات مؤشر مديري المشتريات الضعيفة في الصين، والعقوبات المفروضة على النفط الروسي، التي تزيد من الضغوط على العرض العالمي، فضلا عن تصاعد التوتّرات بعد تهديد أمريكي بفرض رسوم جمركية نسبتها 25% على السلع الكولومبية مع خطط لرفعها إلى 50%.

جاءت التهديدات الأمريكية بعد رفض كولومبيا السماح لطائرات عسكريّة أمريكيّة كانت تحمل مهاجرين مرحلين بالهبوط؛ وردت كولومبيا بالتهديد بفرض رسوم جمركية على الواردات الأمريكية؛ لكن واشنطن تراجعت عن معاقبة كولومبيا مقابل امتثال الأخيرة للمطالب الأمريكية.

ومن الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة تشتري 41% من صادرات كولومبيا من النفط الخام المنقول بحرا.

ووفقا للمتخصصين، الذين أشاروا إلى هشاشة العلاقات التجاريّة بين الولايات المتحدة وكولومبيا، فقد سلطت التطورات الأخيرة الضوء أيضا على التأثير المحتمل في سلاسل إمدادات النفط، ما يؤكد مدى ضعف العلاقات التجارية في مواجهة التوترات الجيوسياسية.

اتجاه لتجنب المخاطرة

ويرى أندرو موريس، مدير شركة "بويري" الدوليّة للاستشارات، أنّ أسعار الخام انخفضت وسط اتجاه نحو تجنّب المخاطرة في الأسواق الأوسع نطاقا.

وقال موريس لـ "الاقتصادية": إن هناك إجماعا متزايدا على أن السياسة التجاريّة والخارجيّة لإدارة ترمب ستعتمد بشكل أكبر على الرسوم الجمركية بدلا من العقوبات التي تقيّد العرض.

أما الفونس هابر، مدير شركة "ايه كنترول" لأبحاث النفط والغاز في النمسا، فقال في حوار أجرته معه "الاقتصادية" إن الرسوم الجمركية التي من المحتمل أن يفرضها ترمب على الصلب والألمنيوم والنحاس قد تكون لها آثار متتالية على الطلب العالمي على السلع الأساسية.

وأشار ديفيد موسر، مدير شركة الأبحاث الإيطالية "EURAC" إلى الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها الصين، من حيث انخفاض مؤشّر مديري المشتريات التصنيعي، الذي يشير إلى انكماش في نشاط المصانع.

وقال موسر لـ "الاقتصادية" إن "هذا الأداء الذي يأتي دون التوقعات، وقد يؤدي إلى إضعاف آفاق استهلاك النفط في الصين؛ كما تسهم هذه التطورات في خلق توقعات متقلبة لسوق النفط العالمية".

الأكثر قراءة