كيف سيؤثر جيل بيتا في الاقتصاد العالمي؟
في يناير 2025، شهد العالم ولادة جيل جديد. يعرف هذا الجيل باسم "جيل بيتا"، الذي سيشمل الأشخاص المولودين بين 2025 و2038 وسيشكل 18% من سكان العالم بحلول 2050.
هذا الجيل سيرث عالما يواجه تحديات مناخية وتوسعا حضريا سريعا، حيث ستُدمج التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية. ستكون الجغرافيا والديموغرافيا وزيادة الدخل والرقمنة هي القوى الدافعة لكيفية نمو جيل بيتا وتحركه وإنفاقه لأمواله - وسيكون لهذا تأثير متزايد في الاقتصاد العالمي مع بلوغ جيل بيتا سن الرشد.
أظهرت أبحاث حديثة من منظمة "ورلد داتا لاب" 4 طرق قد يُعيد بها جيل بيتا تشكيل عالم الغد، بحسب موقع المنتدى الاقتصادي العالمي.
الأقل عددا والأكثر ثراء في آسيا
مقارنة بالأجيال السابقة، سيكون جيل بيتا هو الأقل آسيويا من حيث عدد السكان النسبي. نتيجة لانخفاض الخصوبة في أجزاء كبيرة من آسيا، سيولد نحو 46% فقط من جيل بيتا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
ولكن حتى مع انخفاض معدل المواليد في المنطقة، فإن سكانها يصبحون أكثر ثراء. وسيكون ما يقارب 40% من إنفاق جيل بيتا في المنطقة، أكبر حصة على الإطلاق، مع توقعات بأن يتركز ثلثي المستهلكين في الهند والصين.
انخفاض عدد المواليد في آسيا وزيادة القوة الشرائية يعني أن الإنفاق سيستمر في التحرك شرقا. وستكون سوق جيل بيتا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ مماثلة لسوق أوروبا والولايات المتحدة مجتمعتين. ورغم أن الولايات المتحدة وأوروبا ستشكلان 8% فقط من سكان جيل بيتا، من المتوقع أن تظلا الأسواق المهيمنة من خلال المساهمة بنسبة 41% من الإنفاق الإجمالي.
ثروة بعيدة عن بلدان الدخل المرتفع
تاريخيا، كانت البلدان ذات الدخل المرتفع مثل الولايات المتحدة واليابان وأستراليا وأوروبا تهيمن تقليديا على الإنفاق العالمي. مثلت هذه الاقتصادات 85% من إنفاق جيل طفرة المواليد في 2000. منذ ذلك الحين، شهد كل جيل تحولا بعيدا عن البلدان ذات الدخل المرتفع.
مع بدء جيل بيتا في الإنفاق، ستشهد هذه الأسواق انخفاضا إضافيا في حصة الإنفاق العالمي، حيث ستنخفض من نحو 65% اليوم إلى 48% داخل فئة المستهلكين من جيل بيتا.
جيل أكثر تحضرا
في حين يولد نصف أطفال جيل بيتا في المدن اليوم، سيعيش 58% من جيل بيتا في المدن بحلول 2040، متجاوزين نسبة 53% لجيل ألفا و45% لجيل زد في أعمار مماثلة.
تؤدي الكثافة في المدن إلى اقتصادات الحجم وبالتالي يتمكن الأشخاص الذين يعيشون في المدن من الاستمتاع بمجموعة أكبر من المنتجات والوظائف. وهذا يخلق ازدهارا أكبر في المناطق الحضرية، حيث سيعيش كثيرون من جيل بيتا.
بيتا "جسر" للتكنولوجيا
نشأ جيل زد وجيل ألفا في بيئة رقمية. والآن، ستشكل الأتمتة القائمة على الذكاء الاصطناعي إلى جانب عدم اليقين العالمي، والظروف الجوية الشديدة، وضغوط الموارد، والحرب والاضطرابات السياسية، الطريقة التي ينشأ بها جيل بيتا. كما ستفسر العقلية التي تبناها والدوهم بعد الجائحة، إضافة إلى التحولات الديموغرافية والجغرافية، أنماط إنفاقهم.
سينشأ جيل بيتا مع الألعاب الإلكترونية لا الألعاب التقليدية. تتوقع "ورلد داتا لاب" أن ينفق جيل بيتا 113 مليار دولار على الإلكترونيات الاستهلاكية بحلول 2035، أكثر 2.4 مرة من الإنفاق المتوقع لجيل إكس على الإلكترونيات على مدى العقد المقبل.
أخيرا، سيكون إنفاق جيل بيتا مدفوعا بشكل أساسي من آبائهم على الأقل خلال العقدين المقبلين، وحتى بحلول 2050، سيمثل الجيل 18% من السكان ولكن 12% فقط من إجمالي الإنفاق.
ومع محاولة فهم تأثير جيل بيتا، من المهم الانتباه للأجيال التي تشكل الاقتصاد العالمي الآن، وأهمها الجيل إكس الذي من المتوقع أن يقود الاستهلاك العالمي حتى 2033 على الأقل، بحسب موقع منتدى الاقتصاد العالمي.
ولكي نفهم العالم الذي سيدخله جيل بيتا، يتعين علينا أن نأخذ في الحسبان البيئة التي سيرثونها من الأجيال الأخرى، والمكان الذي سيولدون فيه، والذي قد ينتقلون إليه، وما هي أولوياتهم.