تذبذبات صحية ومنطقية                

تراجعت السوق السعودية خلال الأسبوع الجاري بأكثر من 200 نقطة وبنسبة 1.66%، من منطقة 12450 إلى مستويات 12238 نقطة، جاء هذا التراجع بمشاركة معظم القطاعات القيادية على رأسها القطاع البنكي الذي انخفض بنحو 260 نقطة وبنسبة تجاوزت 2% الذي استطاع محو بعض خسائره وسط الأسبوع، بينما تراجع قطاع المواد الأساسية بنحو 85 نقطة وبنسبة تجاوزت 1.5% هذا الأسبوع، فيما كان القطاع نفسه قد تراجع بنسبة 3% منذ الأسبوع الماضي.

وربما تعكس هذه التراجعات ضعف أداء القطاع من خلال تراجع أسعار المنتجات إلى حد ما، الأمر الذي قد ينعكس على نتائجه بشكل عام، كما تراجع قطاع الطاقة الذي يضم شركة أرامكو التي تعد أبرز الشركات القيادية والمؤثرة في حركة المؤشر العام للسوق، حيث انخفض قطاع الطاقة بنحو 50 نقطة وبنسبة 1% منذ مطلع الأسبوع الجاري، وجاءت تراجعات شركة أرامكو متأثرة بانخفاض شركة أرامكو السعودية لزيوت الأساس "لوبريف" التابعة لها، التي جاءت نتائجها أقل من متوسط التوقعات بنسبة 3.6% حيث تراجعت أرباحها مع نهاية عام 2024م بنسبة 36% مقارنة بعام 2023م.

كما انخفض صافي الدخل للشركة بمبلغ 537 مليون ريال ما انعكس بدوره على انخفاض حقوق المساهمين بـ 472 مليون ريال، ما أدى إلى تراجع ربحية السهم من 9 إلى 5.72 ريال، وهو ما قد يفسر عمليات البيع التي شهدتها الشركة الأم أرامكو هذا الأسبوع، التي من المتوقع أن تعلن نتائجها للعام الماضي مطلع الشهر المقبل.

وقبل الحديث عن هذه التراجعات لا بد أن نستذكر أن السوق السعودية ارتفعت بنحو 500 نقطة وبنسبة تجاوزت 4% منذ مطلع العام الجاري أي خلال شهر ونصف فقط! وهذه الارتفاعات لم تشهد السوق خلالها عمليات جني أرباح معتبرة، كما أن السوق لا تزال تحافظ على مناطق دعمها لمتوسط الـ50 يوما عند 12200 نقطة، وما يخفف من وطأة هذه التراجعات أو عمليات جني الأرباح حتى الآن أنها تزامنت مع تراجع معدلات السيولة، وهو الأمر الذي يعكس حتى الآن تمسك أصحاب المراكز بمراكزهم وعدم وجود حالات بيوع مؤثرة.

كذلك فإن فترة انتظار المستثمرين لإعلانات نتائج أعمال الشركات عن الربع الرابع من العام الماضي تعد أطول فترة بين الأرباع المالية في السنة، فنتائج إعلانات الربع الرابع من السنة المنتهية 2024م تستمر حتى شهر مارس من الربع الأول من العام الجاري، وهي فترة زمنية طويلة، من الطبيعي أن تشهد السوق خلالها بعض التذبذبات الصحية والمنطقية حتى الآن، وذلك إلى حين اكتمال إعلانات الشركات القيادية على الأقل، كشركة سابك للمغذيات وسابك اللتين عادة ما تعلنان عن نتائجهما على التوالي، تليهما شركة أرامكو.

من جهة أخرى استطاع مؤشر ستاندرد إس آند بي 500 تحقيق رقم قياسي وقمة تاريخية هذا الأسبوع عند 6130 نقطة، رغم التحديات التي تعصف بالأسواق العالمية خلال الفترة الحالية، إثر تبعات الحرب التجارية والرسوم الجمركية التي تدور رحاها حاليا بين الولايات المتحدة من جهة وأكبر اقتصادات العالم من جهة أخرى.

وكما ذكرنا في مقال سابق أن أبرز المستفيدين مما يحدث هو الذهب، حيث استطاع المعدن الأصفر تحقيق رقم تاريخي جديد عند 2943 دولارا، وقد ذكرنا أنه يستهدف أرقاما أعلى من 2900 ولا يزال يحتفظ بالزخم الصاعد نحو مستهدفات جديدة أخرى، والله أعلم.            
 

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي