النفط عالق في نطاق ضيق مع استمرار عدم اليقين بشأن التجارة العالمية

النفط عالق في نطاق ضيق مع استمرار عدم اليقين بشأن التجارة العالمية

يتوقع أن يظل النفط عالقا في نطاق محدود صعودا وهبوطا، مع استمرار حالة عدة اليقين بشأن التجارة العالمية، وهي حالة مرشحة للتواصل في الأجل القريب، وفقا لما يراه محللون تحدثوا لـ"الاقتصادية".

وانخفضت أسعار الخام 3% في نهاية تعاملات يوم الجمعة، بعدما أظهرت بيانات زيادة كبيرة في مخزونات الخام الأمريكية، في الوقت الذي تترقب فيه الأسواق تطورات محادثات السلام في أوكرانيا.

سجلت أسعار الخام خسائر أسبوعية أيضا، على الرغم من توقعات انتعاش الطلب في الولايات المتحدة والصين، وزيادة المخاوف بشأن انقطاع الإمدادات في روسيا.

وبلغ سعر خام عرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة تسليم مارس 70.40 دولار للبرميل، بينما بلغ سعر خام القياس العالمي مزيج برنت 74.43 في العقود الآجلة تسليم أبريل، بانخفاض نسبته 2.87% و2.68% بالترتيب.

النفط عالق بين دعم وضغط

يرى محللون متخصصون في أسواق النفط العالمية أن الآمال في التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا قد تلاشت في أعقاب تكثيف الهجمات بطائرات بدون طيار الأوكرانية على محطات ضخ النفط الروسية، وهو ما من شأنه التأثير في المعروض.

وأكدت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات الخام في الولايات المتحدة ارتفعت، في حين انخفضت مخزونات البنزين ونواتج التقطير الأسبوع الماضي، وفقا لما ذكره مختصون، معتبرين أن هذا يعمل إلى جانب المخاوف بشأن انقطاع إمدادات في روسيا، كعامل مساعد لأسعار النفط.

ويتلقى النفط دعما أيضا من الانخفاض الأخير في قيمة الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له منذ 10 ديسمبر الماضي، والذي يميل إلى دعم السلع المقومة بالعملة الأمريكية، بما في ذلك النفط.

وبدأ المستثمرون يهتمون بأسهم الأسواق الناشئة الآسيوية مع توقف موجة صعود الدولار، وظهور أن الحملة الأولية للرسوم الجمركية التي شنها ترمب كانت أقل صرامة مما كان متوقعا في وقت سابق.

غير أن عوامل الدعم تقابلها ضغوط هبوطية، يرى المحللون أنها ستواصل كبح حركة الخام صعودا، ليظل يتحرك في نطاق ضيق بين ارتفاع وانخفاض.

وقال ألكسندر شورين، مدير شركة "روسكا" الأمريكية لحلول الطاقة لـ "الاقتصادية" إن هناك كثير من الأسئلة المطروحة حول مستقبل التجارة العالمية "لدرجة أن النفط لا يستطيع التحرك السعري على نطاق واسع، وهو حاليا عالق في هذا النطاق المحدود، على الأقل في الأمد القريب".

عدم يقين بشأن الإمدادات والتجارة

يتعرض خام برنت لضغوط قوية، وسط عمليات بيع واسعة النطاق في أسواق النفط، وفقا لما يراه هانز يورجن كيرتسل، المدير العام لشركة "مي تيك" الألمانية.

وقال كيرتسل لـ "الاقتصادية" إن أسعار النفط سجلت "أسبوع تداول متقلبا، مدعومة بالمخاطر الجيوسياسية وانقطاعات كبيرة في الإمدادات، حيث تابعت السوق عن كثب تطورات الصراع بين روسيا وأوكرانيا".

يشاركه الرأي لي سيونج هاري، مدير تنمية الأعمال في شركة "كيبكو" الكورية، الذي قال لـ"الاقتصادية" إن "هناك كثير من الارتباك الاقتصادي مع استمرار الأسواق في تقييم التعريفات الجمركية العالمية وأيضا التباطؤ العالمي في نفس الوقت".

ويخشى المختصون من أن تؤدي الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى إضعاف الاقتصاد العالمي وتقليص الطلب على الوقود تمنع المتداولين من وضع رهانات صعودية قوية وتسهم في الحد من مكاسب النفط.

وأشار محللون إلى أن علامات تباطؤ الطلب في منطقة اليورو والصين تستحق بعض الحذر، لكن يظل الترقب سيد الموقف، انتظارا لمؤشرات مديري المشتريات العالمية الأولية، التي قد توفر نظرة جديدة على صحة الاقتصاد وتنتج فرص تداول قصيرة الأجل حول أسعار النفط.

تباطؤ الدمج والاستحواذ

توقعت شركة "ريستاد انرجي" الدولية تباطؤ نشاط عمليات الدمج والاستحواذ في قطاع النفط والغاز بشكل كبير في عام 2025، بعد عامين من المعاملات القياسية المرتفعة المدفوعة بعمليات اندماج النفط الصخري في الولايات المتحدة.

ورجحت الشركة أن تبلغ قيمة الصفقات العالمية نحو 150 مليار دولار، حيث وصلت معظم عمليات توحيد القطاع إلى نهايتها، ما يجعل العودة إلى مستويات الذروة الأخيرة غير مرجحة.

وأشارت في تقرير إلى أن التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، والصراع المستمر في أوكرانيا، والبيئة المالية الصعبة في المملكة المتحدة، كلها عوامل من المتوقع أن تخلق رياحا معاكسة ملحوظة للمشاركين في السوق.

الأكثر قراءة