النفط مستقر مع ترقب الأسواق لتطورات الحرب الروسية الأوكرانية وقرارات "أوبك +"
تسجل أسعار النفط استقرار نسبيا مع ترقب الأسواق لقرارات تحالف "أوبك +" بشأن المضي قدما في زيادة الإنتاج، وأي تطورات قد ترشح بخصوص المباحثات الهادفة إلى إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وفقا لخبراء ومحللين تحدثوا لـ "الاقتصادية".
وبحلول الساعة (11:55) بتوقيت جرينتش، بلغ سعر الخام الأمريكي في العقود الآجلة تسليم مارس 70.55 دولار للبرميل، بارتفاع 0.2% على أساس يومي، في حين صعد خام القياس العالمي مزيج برنت 0.23% إلى 74.6 دولار للبرميل في العقود الآجلة تسليم أبريل.
سجل الخامان انخفاضا بأكثر من دولارين للبرميل يوم الجمعة، إلى جانب تكبّدهما خسائر أسبوعية.
ويختبر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي مستوى مقاومة عند 70.10 دولار للبرميل، حيث يعني الثبات فوق هذا المستوى استمرار التوقعات الصعودية بحذر.
ويرى المخصصون في أسواق النفط أن السلام بين روسيا وأوكرانيا قد يكون من شأنه زيادة تدفقات الخام العالمية، ومن ثم تراجع الأسعار.
الضغط مستمر والنفط صامد
قال روس كيندي، العضو المنتدب لشركة "كيو اتش ايه" لخدمات الطاقة لـ "الاقتصادية" إن توقعات أسعار النفط "تظل غير مؤكدة، مع سعي المستثمرين لمزيد من التطورات في المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، التي دخلت عامها الرابع اليوم."
ومن شأن حدوث أي تطورات أكثر إيجابية في محادثات السلام بين روسيا والولايات المتحدة بخصوص أوكرانيا أن "تشكل سيناريو غير موات لأسعار النفط"، وفقا لما قاله لـ "الاقتصادية" المدير السابق في شركة "فيتنام بتروليوم" سوون يونج.
ومن المتوقع أن تلغي أوروبا والولايات المتحدة عقوباتهما على روسيا إذا توقفت حرب أوكرانيا؛ "ومن شأن مثل هذا السيناريو أن يؤدي إلى زيادة تدفقات النفط المنقولة بحرا"، بحسب يونج.
وأدت العقوبات التي طالت صادرات الطاقة الروسية إلى تعطيل تدفقات العرض، ما أضاف تقلبات إلى السوق.
في الوقت ذاته، فإن أي زيادة في إنتاج تحالف "أوبك +" كما هو مقرر في أبريل المقبل قد تعني فرض مزيد الضغوط النزولية على أسعار الخام.
وأرجأ التحالف النفطي الدولي في ديسمبر الماضي إلى أبريل القادم زيادة تدريجية في الإنتاج كان مقررا لها أن تدخل حيز التنفيذ في يناير الماضي. لكن تقارير صحفية تحدثت في وقت سابق عن أن التحالف سيؤجل على الأرجح هذه الزيادة مرة أخرى.
نفط كردستان لن يؤثر في المعروض
يأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه إقليم كردستان العراق أن صادراته ستستأنف قريبا، وهو ما أكده وزير النفط العراقي حيان عبدالغني، الذي قال إن هذا قد يتم خلال أسبوع.
لكن وزارة النفط العراقية شددت في بيان اليوم الاثنين على التزام بغداد باتفاق "أوبك+" وقالت إنها ستقدم خطة محدثة لتعويض الإنتاج الفائض خلال الفترة السابقة، مع الأخذ بالحسبان توقعات استلام الحكومة الاتحادية نفط الإقليم كردستان واستئناف التصدير عبر الأنبوب العراقي التركي.
ويخفض تحالف "أوبك+" الإنتاج حاليا بما يعادل 5.85 مليون برميل يوميا، أي نحو 5.7% من الإمدادات العالمية، في سلسلة خطوات بدأها في 2022.
ويركز المستثمرين حاليا على قرار "أوبك +" بشأن ما إذا كان التحالف سيزيد إمداداته الشهرية، وفقا لما قاله لـ "الاقتصادية" مدير شركة "إنرجي فيينا" للطاقة فولفجانج الياس، الذي أشار إلى التقارير الدولية التي ترجح أن "أوبك+" يخطط لتأجيل زيادة إمداداته.