انتشار السيارات الكهربائية في الهند ينتظر تطوير شبكة القطارات

 

لن يكفي الدعم وزيادة نقاط الشحن في المدن فلا بد من معالجة مخاوف نفاد الشحنة في السفر

الربط بين القطارات وانتشار المركبات الكهربائية ليس بديهياً لكن أظهرت دراسة دلالات عليه

احتذاء النموذج الصيني سيساعد على تبني المركبات الكهربائية وكذلك تخفيض الرسوم

ستكون السكك الحديدية معبرا للتبني السريع للسيارات الكهربائية في الهند، وليس المقصود هنا السفر الرومانسي بالقطارات الذي أثار خيال الكتاب لأكثر من قرن وما يزال يلهم صناعة السينما الهندية في بوليوود، بل الرحلات عالية السرعة.

إن كان الربط بين القطارات والسيارات الكهربائية يبدو غريبا، فسبب ذلك أن الطبيعة التكميلية لوسيلة النقل لم تُستكشف، لكن هذا يتغير. أظهرت دراسة حديثة شملت 328 مدينة في الصين أنه قد يكون هناك ارتباط فعلا.

يغطي البحث الفترة من 2010 إلى 2023، وتلك كانت سنوات حاسمة، سواء بالنسبة لانتشار السيارات الكهربائية في الصين التي بلغت 48% حالياً مع احتساب السيارات الهجينة، أو لناحية توسيع سككها الحديدية عالية السرعة.

نمو متواز

ما بدأ بخط واحد في 2008 يغطي الآن 96% من المناطق التي يقطنها نصف مليون إنسان أو أكثر. في الوقت نفسه، وصلت شركة ”تسلا“ إلى الصين في 2014، وبحلول 2023 أصبح لدى البلاد 22 مليون سيارة كهربائية على طرقها، أي أكثر من نصف الإجمالي العالمي.

مع ذلك، لم تكن معدلات تبني السيارات الكهربائية هي نفسها في كل مكان. فقد شهدت المدن التي تم توصيلها حديثاً بشبكة السكك الحديدية زيادةً عمّا سواها. خلص باحثون من جامعة بنسلفانيا وجامعة فودان والجامعة الصينية في هونج كونج إلى أن "اتصال السكك الحديدية عالية السرعة يزيد بشكل كبير من حصة سوق السيارات الكهربائية و (حجم) مبيعاتها، بمتوسط ​​زيادات بلغت 1.22 نقطة مئوية (للحصة السوقية) و91.39%" للمبيعات. كما يشيرون إلى أن نظام السكك الحديدية عالية السرعة الشامل والمتكامل جيداً هو "مكمل موثوق للسيارات الكهربائية".

قصور شبكة الشحن

لهذا الاكتشاف آثار في الهند، حيث كانت أقل من 3% من السيارات المبيعة في العام الماضي تعمل بالبطاريات فقط. وينبع تردد المشترين من عدم كفاية محطات الشحن العامة. لا يوجد سوى 25 ألف محطة لخدمة منطقة جغرافية مترامية الأطراف.

وليس لدى الشركات حافز كبير لبناء شبكة تضاهي الصينية التي تضم 3 ملايين نقطة شحن لأن معظم مالكي السيارات في الهند يشحنونها في منازلهم. في حين أن هذا قد يكون مجدياً للقيادة في المدينة، إلا أن الانطلاق نحو الطريق السريع يسبب قلقاً شديداً بشأن المدى.

لقد جعلت الهند الطرق السريعة محور البنية التحتية للنقل. عانت مسارات السكك الحديدية التي وضعها لأول مرة الحكام الاستعماريون البريطانيون في شبه القارة، نقص الاستثمار على مرّ عقود.

سارت قطارات ما يسمى بالخدمات السريعة بمتوسط سرعة قدره 51 كيلومتراً في الساعة بين أبريل ونوفمبر 2023، بينما سجلت القطارات العادية 35 كيلومتراً. لكن بسرعة 350 كيلومتراً في الساعة، تكون السكك الحديدية عالية السرعة في الصين أسرع بنحو 10 مرات.

الهند تنتظر والصين تكتسح

ستتجاوز الشبكة الصينية 50 ألف كيلومتر هذا العام. فيما لم تبدأ شبكة الهند بعد. كان يُتوقع أن يبدأ تشغيل أول قطار سريع يربط بين المركز التجاري في مومباي وأحمد آباد في ولاية جوجارات، مسقط رأس رئيس الوزراء ناريندرا مودي على الساحل الغربي للهند، بحلول 2022. تزمع الهند الآن افتتاح هذا الخط بطول 510 كيلومترات، وهو يُبنى بأموال ومساعدة فنية يابانية، في 2026.

لدى الهند كثير من الاحتياجات المتنافسة التي تتطلب أكثر من حجم استثمار الصين في السكك الحديدية عالية السرعة وقدره 100 مليار دولار، برغم قوة حجة إعطاء الأولوية للنقل الجماعي السريع لمسافات طويلة. سبق أن تطرقت إلى بحث يُظهر وجود صلة بين ارتباط مدينة صينية بشبكة قطارات السرعة العالية وتنامي قدرة مصدريها على البلوغ إلى الأسواق العالمية. يعزز الربط بين ذلك والمركبات الكهربائية من حجة الاستثمار في السكك الحديدية.

مع ذلك، لن تكون القطارات هي التي ستجلب اندفاعة حماسية بين مشتري المركبات الكهربائية. لنترك هذا لدونالد ترمب. تحت ضغط من الرئيس الأمريكي، قد تضطر نيودلهي إلى خفض ضريبة استيراد السيارات من مستوى 110%، فيحدث ذلك.

منافسة نافعة

بعد اجتماع إيلون ماسك مع مودي في واشنطن حديثاً، تستعد ”تسلا“ لإدخال بضعة آلاف من السيارات إلى الهند خلال الأشهر المقبلة، وفق تقرير من بلومبرغ نيوز. ستهز المنافسة المتزايدة من ”تسلا“ و“سوزوكي موتور“ و“بي واي دي“ سوقاً تهيمن عليها شركتان: ”تاتا موتورز“ التي تسيطر على 58% و”جيه إس دبليو - إم جي موتور“، وهي مشروع مشترك بين شركتي ”سايك موتور“ الصينية و”جيه إس دبليو“ الهندية بحصة 25%.

قد ترفع الطرز الجديدة انتشار السيارات الكهربائية إلى مستويات تشابه الأمريكية أو الأوروبية، أي ما يتراوح بين العشر والربع، لكن كي تواكب الصين، أي أن تصل إلى 45%، فلن تكون الإعانات أو التخفيضات الضريبية كافية، بل تحتاج الهند إلى قطارات سريعة.

وعد حزب مودي بـ3 خطوط سكك حديدية عالية السرعة -في الشرق والشمال والجنوب- إضافة إلى الخط الموجود في غرب الهند. وحتى إذا كان الزعيم الذي يبلغ 74 عاماً من العمر غير قادر على تحقيق هذه الأهداف في حياته السياسية، فيجب عليه إطلاقها.

خاص بـ"بلومبرغ"

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي