كيف يوظف "الشريطية" التكنولوجيا لإطالة عمر مهنتهم؟

كيف يوظف "الشريطية" التكنولوجيا لإطالة عمر مهنتهم؟

مع التحولات التكنولوجية في السعودية باتت بعض المهن مهددة بالانقراض، ومن بينها مهنة مسوقي عمليات بيع السيارات في المعارض والمعروفة شعبيا باسم "الشريطي"، إذ دخلت التطبيقات الإلكترونية على خط "الشريطية" مانحة البائع أو المشتري فرصة اقتناء السيارة دون الذهاب إلى المعرض، وباتوا يستخدمونها - أي الشريطية - لإطالة عمر مهنتهم.

وعلى مدى عقود كانت عمليات بيع وشراء السيارات المستعملة في السعودية تجري عبر "المعارض" وهي الأسواق المختصة ببيع السيارات المستعملة منها والجديدة أيضا، وتعتمد العملية على "الشريطي" الذي يتلخص دوره في عرض المركبة ونوعها وموديلها والسعر المطلوب من مالكها ليبدأ معها الحاضرون بما يشبه المزاد، تقدم من خلاله عروض الشراء للوصول إلى القيمة المحددة من صاحب السيارة، أو إيقاف المزاد في حال لم يكن السعر مناسبا.

وهكذا يتبادر إلى الذهن السؤال: هل اقتربت مهنة "الشريطي" من الانقراض أم أنها مستمرة باستمرار المعارض ؟

ويرى ماجد العصيمي الذي يمتهن بيع السيارات في معرض متخصص شرق العاصمة السعودية، أن وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات سهلت عمليات البيع والشراء، إلا أنه يؤكد أهمية النزول لمعارض السيارات للتثبت من الأسعار بـ مصداقية أكبر" على حد قوله.

وبهذا يعتبر العصيمي أن مهنة بائع السيارات مستمرة بتواجد المعارض "وطالما أن الناس بحاجة إلى سيارة فالمهن المرتبطة بها ستستمر ولن تنقرض".

من جهته، يوضح محمد نوار وهو مالك معرض سيارات أن الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي أسهم في جذب مستهلكين أكبر، خصوصا أنها تمنح المسوق فرصة نشر صور وفيديوهات للسيارات المعروضة للبيع، مؤكدا أن الكثير من بائعي السيارات يتجهون لاستخدامها وباتت الآن المحرك الرئيسي لعمليات البيع.

نوار قال إن مهنة بائع السيارات (الشريطي) لن تموت أو تتوقف ما دامت الأسواق مفتوحة والطلب مستمر على السيارات.

لكن نوار المعروف داخل السوق بكنية "أبو خالد" يحذر من وجود بعض المواقع التي تعتمد على الغش في البيع والشراء من خلال إعلانات وهمية، قائلا: "بعض الاعلانات الوهمية التي تستخدم أسماء معارض معروفة تطلب من المشتري أن يجري تحويل دفعة أولى (العربون) ومن ثم يغلقون هواتفهم ولا يردون على المشتري".

ووفق أحدث إحصائية للهيئة العامة للإحصاء تجاوز عدد المركبات والعربات الجديدة والمستعملة الواردة للسعودية بكافة أشكالها وأنواعها المليون عربة من أكثر من 51 دولة خلال 15 شهرا تمثل عام 2023 والربع الأول من عام 2024 بقيمة تقدر بأكثر من 83 مليار ريال.

ويصنف سوق السيارات في السعودية، أكبر سوق في العالم العربي وذلك وفق تقرير "فوكس تو موف" الأمريكي المتخصص في أبحاث أسواق السيارات حول العالم.

بدوره، يقول بدر محمود وهو عامل في معرض للسيارات إن الكثير من العاملين في معارض السيارات باتوا يعتمدون على التسويق الإلكتروني لسهولة الوصول إلى المستهلكين.

ويبدو جليا من خلال جولة في معارض السيارات أن البائعين أو "الشريطية" يتبعون معادلة جديدة تمزج بين استغلال التكنولوجيا لضمان مدى أوسع للتسويق، والبيع المباشر "التقليدي" الذي اعتادوا عليه، لكن المفارقة رفض ملاك وبائعي السيارات استخدام مصطلح "الشريطي"، والسبب بحسب العصيمي: "أرى أن التسمية الحقيقية هي بائع أو مسوق أم مصطلح الشريطي هو الشخص الذي يحاول التقليل من القيمة السوقية للسيارة والتكسب من أصحاب السيارة بطريقة غير مشروعة".

الأكثر قراءة