استحداث فرص العمل ودرء الفقر هاجس الاقتصاد الصيني
تعهدت الصين بالحفاظ على معدل البطالة في المناطق الحضرية عند نحو 5.5% هذا العام، مع العمل على تفادي وقوع من يشكلون أدنى شريحة اقتصادية في المجتمع في براثن الفقر مرة أخرى، وذلك في إطار مساع للحد من مخاطر عدم الاستقرار الاجتماعي.
نقلت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" عن تقرير العمل السنوي الذي قدمه لي تشيانغ، رئيس الوزراء، إلى مؤتمر الشعب الوطني يوم الأربعاء، أن الحكومة الصينية تريد استحداث أكثر من 12 مليون وظيفة حضرية جديدة في 2025، بينما يواجه الاقتصاد مشكلات توظيف هيكلية.
وبحسب التقرير، يتعين على الصين التي تواجه تحديات على صعيد الاقتصاد الكلي، أن تضمن "عدم حدوث انتكاسة تؤدى إلى عودة واسعة النطاق إلى الفقر".
في 2021، أعلن الرئيس شي جين بينج أن الفقر المدقع قد تم القضاء عليه.
هدف بكين الخاص بفرص العمل المستحدثة سنويا في المناطق الحضرية ظل دون تغيير منذ 2023. وفي السنوات الخمس السابقة لذلك التاريخ كان 11 مليونًا، باستثناء عام 2020.
قال لي إن مساعي الصين لاستحداث فرص العمل تأتي في وقت يتم فيه تطبيق تكنولوجيات جديدة، تزامنا مع دعم العمال المهاجرين وأولئك الذين تم انتشالهم من براثن الفقر.
يعد استقرار سوق العمل والحد من الفقر هدفان رئيسيان للحفاظ على الاستقرار العام والتغلب على معوقات النمو الاقتصادي في الصين. عدد الوظائف المستهدف هذا العام يماثل تقريبًا عدد خريجي جامعات البلاد الذي يتوقع أن يصل إلى رقم قياسي يبلغ 12.2 مليون.
قال شيونغ وانشينغ، الأستاذ المتخصص في التنمية الريفية في جامعة شرق الصين للعلوم والتكنولوجيا، إن العدد الكبير من العمال المهاجرين الذين يكافحون من أجل العثور على وظائف سيشكل تحديًا كبيرًا.
أضاف: "هناك بطالة خطيرة ونقص في التوظيف بين العمال المهاجرين، مع تباطؤ الاقتصاد وتوسع العمليات الزراعية". لاحظ شيونغ وجود مخاطر خاصة تتعلق بمجموعة العمال المهاجرين الذين ولدوا خلال طفرة المواليد في أواخر الستينيات وبلغوا الآن سن التقاعد، لكن معظمهم ليس لديهم معاشات تقاعدية، مشيرا إلى أن "احتمال عودة الناس إلى الفقر موجود".
في العام الماضي تجاوزت الصين مستوى التوظيف المستهدف بإضافة 12.56 وظيفة حضرية جديدة مع الحفاظ على متوسط معدل البطالة في المناطق الحضرية عند 5.1%.
لكن هناك فجوة كبيرة بين الواقع والبيانات، خاصة بسبب التباطؤ في الاقتصاد الخاص، كما قال ليو تشي تشين، وهو باحث كبير في معهد تشونجيانج للدراسات المالية في جامعة رينمين. أضاف: "الشركات الخاصة، باعتبارها أكبر مغناطيس لطالبي العمل، تعيش حالة ضعف وهذا له تأثير كبير في العمالة الجديدة. لذلك المفتاح هو إعادة تنشيط القطاع الخاص". وحذر من عودة الفقر في المناطق الريفية، واصفا انتصار الصين على الفقر المدقع بأنه "قصير الأمد".
قال الرئيس شي في عام 2021 إن الصين أزالت آخر المقاطعات المتبقية من قائمة المناطق التي تعاني الفقر بعد حملة استمرت 8 سنوات للتخفيف من حدة الفقر. من جانبه، قال ليو إذا عاد الفقر بقوة، فإن "مصداقية الحكومة ستضرر".