أسعار البيض .. شقوقا في واجهة الرفاهية الاقتصادية للمستهلك الأمريكي

أسعار البيض .. شقوقا في واجهة الرفاهية الاقتصادية للمستهلك الأمريكي

تواجه الولايات المتحدة أزمة متعلقة بارتفاع أسعار البيض، ما دفع لفتح تحقيقات حكومية بشأن ارتفاع الأسعار المفاجئ، تستهدف تحديد ما إذا كانت هناك تواطؤات بين المنتجين لرفع الأسعار بشكل غير مبرر.

بحسب "ماركت ووتش" شهدت أسعار البيض زيادة 50% خلال العام الماضي و240% على مدى الأعوام الخمسة الماضية، بينما وصل متوسط سعر الدزينة إلى 4.95 دولار.

يعد ارتفاع أسعار البيض مؤشرا على القلق الاقتصادي العام، ويثير التساؤلات حول الوضع الاقتصادي الأوسع. على عكس السلع الفاخرة أو العقارات، فإن البيض عنصر أساسي للأسر الأمريكية، ما يجعل ارتفاع أسعاره مثيرا للقلق بشكل خاص. تراجعت مؤشرات إس آند بي 500 وداو جونز وناسداك يوم الاثنين بسبب المخاوف المستمرة من الركود الاقتصادي.

الرئيس ترمب أعرب خلال مقابلة بثتها قناة فوكس نيوز، عدم رغبته في التنبؤ بركود اقتصادي محتمل مرتبط برسومه الجمركية، مشيرا إلى فترة انتقالية بسبب السياسات الاقتصادية الجديدة.

أحد العوامل المسهمة في ارتفاع أسعار البيض هو تفشي أنفلونزا الطيور، الذي أدى إلى إعدام الملايين من الطيور، حيث أعلنت إدارة ترمب أخيرا خطة بقيمة مليار دولار لمكافحة إنفلونزا الطيور واستقرار أسعار البيض، لكن فعالية هذا الإجراء لا تزال غير مؤكدة. ومع ذلك، يزعم بعض الخبراء أن القضية الحقيقية تكمن في التلاعب بالإمدادات من قبل منتجي البيض وتجار التجزئة. وتحقق مكافحة الاحتكار فيما إذا كانت الشركات قد قيدت العرض بشكل مصطنع لرفع الأسعار، ما أدى إلى تفاقم النقص.

البيض سلعة غير مرنة، ما يعني أن الطلب يظل ثابتا رغم ارتفاع الأسعار. يلاحظ الخبير الاقتصادي جيسون لوسك أن انخفاض العرض 1% يمكن أن يؤدي إلى زيادة الأسعار 6.67%. جعلت هذه الديناميكية إنتاج البيض استثمارا مربحا، حيث استفادت بعض الشركات من ارتفاع الأسعار. حتى أن بعض التجار يراهنون على العقود الآجلة للبيض، على غرار الطريقة التي يتكهن بها المستثمرون بالسلع مثل النفط والذهب.

وفي ظل الارتفاع المتواصل للأسعار، قام بعض الأفراد بالاستثمار في البيض أو في شركات إنتاجه، متوقعين استمرار الزيادة. يدخل البيض في تحضير عديد من الأطعمة مثل الفطائر والأومليت والكعك، ما يعني أن أي ارتفاع في سعره يؤدي إلى زيادة في تكاليف هذه الوصفات أيضا. يُذكِّر الأخصائيون بأن البيض حساس وله مدة صلاحية قصيرة، ما يزيد من تعقيد أزمة ندرة البيض، في وقت يحاول المزارعون مكافحة إنفلونزا الطيور بنجاح متفاوت.

يبقى الأمل ضئيلا في عودة الأسعار إلى مستويات منخفضة في المستقبل القريب. يزعم الخبير الاقتصادي بول هاريسون أن السؤال الحقيقي لا يتلخص في كيفية تفاعل المستهلكين مع النقص فحسب، بل وأيضا في كيفية استعداد المجتمع لهذا النقص. ورغم أن النقص في البيض قد ينتهي في نهاية المطاف، فإنه يشكل تحذيرا بشأن الهشاشة الاقتصادية واحتمالات الاضطرابات المستقبلية في السلع الأساسية الأخرى.

الأكثر قراءة