"فالكون سيتي" .. السعودية تعزز قبضتها اللوجستية
في خطوة تمثل نقلة نوعية للقطاع اللوجستي في السعودية. ذات صبغة استثمارية دشنت البارحة شركتا "سال" و"صلة" منطقة لوجستية نموذجية شمال العاصمة الرياض تحت اسم "فالكون سيتي"، في خطوة تمثل نقلة نوعية للقطاع اللوجستي في السعودية. بحجم استثمارات أولية تبلغ 4 مليارات ريال.
المشروع الذي يبدو أنه سيتخذ موقعه في مطار "ملهم" سيسهم في تحقيق مستهدفات رؤية 2030، عبر تعزيز الربط اللوجستي، وتحفيز الاستثمارات المحلية والدولية، وتطوير بنية تحتية حديثة تسهم في جذب الاستثمارات المحلية والعالمية، ما يرسخ دور السعودية في التجارة الإقليمية والدولية.
هذا النوع من المشاريع، التي قال وزيرا الاستثمار والنقل أمس إنه يعزز مكانة السعودية كمركز عالمي رئيسي لحركة البضائع والخدمات، ويرفع كفاءة سلاسل التوريد وتدفق البضائع من السعودية وإليها، يأتي في إطار تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية التي أطلقها ولي العهد السعودي في 2023 بهدف الاستفادة من موقع السعودية المميز بين 3 قارات وجعلها مركزا لوجستيا عالميا.
ولا شك أيضاً أن هذ النوع من المشاريع يسهم في إيجاد فرص استثمارية ضخمة وتوفير وظائف جديدة، مع تحسين كفاءة النقل وخفض التكاليف التشغيلية للشركات المحلية والدولية وتحقيق مستهدف السعودية بأن تكون ضمن أفضل 10 دول عالميا في مؤشر الأداء اللوجستي بحلول 2030.
والواقع أن القطاع اللوجستي في السعودية مع تدشين المناطق الخاصة واحداً تلو الآخر، يشهد تحولا نوعيا، أنا على يقين أنه سيسهم خلال السنوات المقبلة في رفع جاذبية الاستثمارات الأجنبية وسيضع البلاد في صدارة الأسواق اللوجستية العالمية. هذا النوع من الخدمات والمناطق له تأثيرات اقتصادية وتجارية واسعة ليس أقلها دعم القطاعات الحيوية مثل التجارة الإلكترونية، الشحن، والتخزين الذكي، وإعادة التصدير كما أنه يدعم توجه المملكة في جذب مقار كبرى الشركات العالمية إلى العاصمة الرياض.
كما يأتي هذا الاستثمار ضمن جهود وزارة الاستثمار في تعزيز نمو القطاع اللوجستي من خلال جذب المستثمرين المحليين والدوليين وعقد الشراكات النوعية في هذا القطاع الحيوي ما يسهم كما قلنا في رفع كفاءة سلاسل الإمداد وتحسين البيئة التنظيمية والتشغيلية، وترسيخ مكانة السعودية كمركز لوجستي عالمي.
وهنا أكد مسؤولو شركة "سال" خلال الإعلان عن الحدث أمس أن انضمام الشركة إلى برنامج شريك وتنفيذ هذا المشروع يبرز التزامها بالاستثمار في حلول لوجستية مبتكرة، مؤكدين أن منطقة سال اللوجستية ليست مجرد مشروع تطويري، بل هي نموذج لمستقبل الخدمات اللوجستية المتكاملة، التي توظف التكنولوجيا والاستدامة لتوفير بيئة تشغيلية متقدمة تسهم في جذب الاستثمارات.
في 2022 بلغ حجم سوق الخدمات اللوجستية في السعودية نحو 30 مليار دولار ويشمل ذلك النقل والتخزين وشحن البضائع، وشهد القطاع خلال السنوات الماضية تقدما ملحوظا قفز بمركزها في مؤشر الأداء اللوجستي (LPI) إلى المركز 38 من أصل 139 دولة.
تقول دراسة صدرت عام 2023 عن مركز البحوث في "غرفة أبها" أنه من المتوقع أن تنمو سوق الشحن والخدمات اللوجستية بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR) 5.85% من 2021 إلى 2026 ليبلغ حجم السوق نحو 38.8 مليار دولار بحلول عام 2026.
و بشكل عام تعد سوق الشحن والخدمات اللوجستية في السعودية تنافسية للغاية، حيث يعمل كل من اللاعبين المحليين والدوليين في السوق ومن بين اللاعبين الرئيسيين: الخطوط الجوية السعودية، والبريد السعودي، وأرامكس، وميرسك العالمية وغيرها من الشركات العالمية التي بدأت الدخول للسوق بغرض تقديم مجموعة واسعة من الخدمات بما في ذلك الشحن الجوي، والبحري، والتخزين، والتوزيع.
وقد سجلت السعودية ارتفاعاً في قيمة مؤشر أجيليتي اللوجستي للأسواق الناشئة فبلغت 6.07 عام 2023 مقارنة بـ5.95 عام 2021، ومؤشر أجيليتي يضع توصيفا دقيقا للأسواق الناشئة في العالم بناءً على البنية التحتية اللوجستية وظروف العمل والاستعداد الرقمي، كما حققت تقدماً جديداً في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، ضمن تقرير (UNCTAD) الأخير، كما شهدت الأرقام نموا مضطردا فيما يتعلق بأعداد الحاويات المناولة بالموانئ التابعة للهيئة العامة للموانئ وحجم مناولة حاويات المسافنة ما رفع أيضاً من حجم إسهام قطاع النقل والتخزين والاتصالات في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.