المخاطر الجيوسياسية ومخاوف الإمدادات ترفعان أسعار النفط 7% في مارس
سجلت أسعار النفط الخام مكاسبها الأسبوعية الثالثة على التوالي، لترتفع 2% منذ بداية الأسبوع ونحو 7 % مقارنة بأدنى مستوياتها في عدة أشهر في أوائل مارس.
جاء ذلك وسط تراجع التوقعات بفائض المعروض في الأمد القريب وارتفاع المخاطر الجيوسياسية، رغم خطط الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية على واردات السيارات الأسبوع المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى توسيع نطاق الحرب التجارية العالمية.
لكن بحسب تقرير "ريج زون" النفطي الدولي، فإن تجار النفط يواجهون آفاقا غير مؤكدة، في ظل صراعهم مع سياسات الرئيس دونالد ترمب وخطة أوبك+ لإحياء الإنتاج المعطل.
أشار التقرير إلى أن العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط ظلت متداولة في نطاق ضيق على مدى الأشهر الثمانية الماضية، كما تم تداولها في نطاق يبلغ نحو 15 دولارا بين أعلى مستوى في الستينيات وأدنى مستوى في الثمانينيات.
إلى ذلك، ذكرت شركة "فيتول" الهولندية لتجارة الطاقة، أنه رغم وجود بعض التهديدات للإمدادات إلا أنها كافية بشكل عام للعامين المقبلين.
أضافت، أن في هذه الأثناء، تعمل فنزويلا على تعزيز صادراتها النفطية إلى الصين مع قيام إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بنشر العقوبات والتعريفات الجمركية الثانوية للضغط على فنزويلا.
من جانبه، ذكر تقرير "أويل برايس" النفطي الدولي، أن أسعار النفط الخام الخفيف سجلت مكاسب أسبوعية قوية ليغلق عند 69.90 دولار بارتفاع 2.4%، حيث استجاب المتداولون لتقلص الإمدادات العالمية وارتفاع المخاطر الجيوسياسية.
أضاف التقرير، أنه مع ذلك واجهت الأسعار صعوبة في الحفاظ على الزخم فوق مستوى 70 دولارا، بسبب القيود الناجمة عن عدم اليقين الاقتصادي الكلي والمقاومة الفنية القوية، ومراقبة التجار شح المعروض وضغوط التعريفات الجمركية.
أدى التفاعل بين العقوبات والتعريفات الجمركية وإشارات الطلب إلى خلق خلفية معقدة تركت المتداولين يوازنون بين إمكانات الصعود ومخاطر الهبوط.
التقرير أشار إلى أن الرسوم الجمركية الأمريكية على فنزويلا وإيران تثير مخاوف بشأن الإمدادات، حيث كان المحرك الصعودي السائد هذا الأسبوع هو تصاعد العقوبات الأمريكية على فنزويلا وإيران.
وأدى قرار إدارة ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الدول المستوردة للنفط الخام الفنزويلي إلى إحداث اضطرابات في السوق المادية، وردا على ذلك أوقفت شركة ريلاينس إندستريز الهندية المشغلة لأكبر مجمع للتكرير في العالم وارداتها من فنزويلا، ما عزز المخاوف من أزمة إمدادات وشيكة.
وفي الوقت نفسه، أدى تجديد واشنطن فرض العقوبات على النفط الإيراني ــ التي تستهدف المصافي والشحن المرتبط بالصين إلى زيادة تضييق الخناق على براميل النفط المتاحة.
فيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، تراجعت أسعار النفط وسط مخاوف من تأثر الطلب نتيجة للرسوم الجمركية، لكنها حققت مكاسب للأسبوع الثالث، في ظل توقعات بنقص المعروض العالمي.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 0.54% لتبلغ عند التسوية 73.63 دولار للبرميل، لتهبط لأول مرة بعد مكاسب يومية على مدى 7 جلسات متتالية.
بينما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 0.80% لتبلغ عند التسوية 69.36 دولار للبرميل.
وانخفض إجمالي عدد منصات الحفر النشطة للنفط والغاز في الولايات المتحدة هذا الأسبوع، وفقًا لبيانات جديدة نشرتها شركة بيكر هيوز يوم الجمعة، بعد زيادة بمقدار منصة واحدة في الأسبوع السابق.