المنافسة تدفع مصانع الشوكولاتة في السعودية لتجنب رفع الأسعار .. الواردات تقفز 23%

المنافسة تدفع مصانع الشوكولاتة في السعودية لتجنب رفع الأسعار .. الواردات تقفز 23%

مع قرب مواسم الأعياد، تسجل سوق الشوكولاتة في السعودية انتعاشا بارتفاع الطلب لأكثر من 40% مقارنه مع بقية العام، فيما دفعت المنافسة المصانع لتجنب رفع الأسعار للحفاظ على استقرارها بما لا يتجاوز 10% من زيادات المواد الخام، بحسب بيانات رسمية وخبراء في القطاع تحدثوا لـ"الاقتصادية".

وارتفعت قيمة واردات السعودية من الشوكولاتة والكاكاو خلال العام الماضي 23% إلى 2.6 مليار ريال على أساس سنوي، لكميات 139.4 مليون طن بارتفاع 12%، بحسب وحدة التحليل المالي في "الاقتصادية" استناد إلى بيانات هيئة الإحصاء.

وتصدرت الشوكولاتة البلجيكية أكبر الموردين بقيمة 285 مليون ريال وارتفاع 66%، تلتها مصر بقيمة 259.1 مليون ريال وارتفاع 7%، ثم تركيا بقيمة 235 مليون ريال وارتفاع 73%.

الأردن حلت أيضا ضمن كبار موردي الشوكولاتة والكاكاو بنحو 194 مليون ريال وارتفاع 63%، تليها الإمارات التي سجلت تراجعا بـ0.5% خلال العام الماضي إلى 193 مليون ريال.

وذكرت لـ"الاقتصادية" الهيئة العامة للزكاة والضريبة والجمارك، أن عدد البيانات الجمركية التي أنهت إجراءاتها من استيراد الكاكاو خلال العام الماضي بلغ 11.7 ألف بيان جمركي، بارتفاع عن العام السابق له البالغ 10.8 ألف بيان جمركي .

وبحسب خبراء القطاع، فإنه رغم التحديات الاقتصادية التي تواجهها سوق الشوكولاتة كارتفاع أسعار خام الكاكاو عالميا، فإن المصنعين يسعون للحفاظ على استقرار الأسعار بما لا يتجاوز 10% من ارتفاعات المواد الخام، ما يعزز استمرار الإقبال.

وقال لـ"الاقتصادية" المدير التنفيذي ومالك مصنع لينتالي للشوكولاتة، أحمد الهدهدي: إن سوق الشوكولاتة يشهد انتعاشا ملحوظا مع اقتراب موسم العيد، ويعود ذلك إلى تقاليد تقديم الشوكولاتة كجزء أساسي من ضيافة العيد، ما يجعل الموسم الأكثر أهمية للمصنعين وتجار التجزئة.

الهدهدي أضاف أن أسعار الشوكولاتة عالميا تأثرت بارتفاع أسعار خام الكاكاو من 4 آلاف دولار إلى 12 ألف دولار خلال العام الماضي، قبل أن يبدأ بالانخفاض إلى 8 آلاف دولار مع بداية عام 2025.

ورغم هذه الزيادات، يحرص المصنعون على امتصاص جزء من تكلفة ارتفاع الخام لتجنب رفع الأسعار بشكل كبير على المستهلكين، وذلك في ظل المنافسة القوية في السوق.

أشار إلى تنوع تفضيلات المستهلكين من عام لآخر، حيث تختلف أذواق العملاء باختلاف الحشوات والنكهات، إضافة إلى التباين في الطلب بين مناطق السعودية، ومع ذلك، تبقى صواني الضيافة الأكثر طلبا نظرا لارتباطها بالزيارات .

فيما يتعلق بأنواع الشوكولاتة قال: إن هناك توجه متزايد نحو الشوكولاتة الداكنة ذات نسبة السكر المنخفضة، ما يعكس وعي المستهلكين الصحي المتزايد خلال السنوات الأخيرة.

من جانبه، ذكر مالك شركة الشكولاتة العالمية والوكيل لشوكلاتة لاديراخ السويسرية، أحمد الرضوان، أن معدلات الاستهلاك عالميا ارتفعت بنسبة 34% بين عامي 2023 و2024، فيما سجلت الأشهر الأولى من العام الجاري زيادة إضافية بنسبة 40%، ما يعكس تنامي الإقبال.

وحول أسعار الشوكولاتة، أوضح الرضوان، أن أسعار الشوكولاتة ارتفعت منذ ديسمبر 2024 بنسبه 10%.

أما الرئيس التنفيذي لشركة اديلا للضيافة الفاخرة، مشهور الحارثي، فأشار إلى انتعاش المبيعات على الحلويات في موسم العيد، متجاوزة مبيعات باقي العام تقريبا، مشيرا إلى أن المستهلكين يحرصون على اختيار الأنواع الفاخرة والمميزة.

وتحافظ الشوكولاتة الفاخرة على مكانتها كخيار مفضل للضيافة، نظرا لجودتها العالية وتصاميمها التي تضيف طابعا مميزا للاحتفال بالعيد، ومع تنوعها بين شوكولاتة داكنة وحليب أو بيضاء، وبالمكسرات والنكهات الحديثة مثل التشيز كيك، الأوريو، واللوتس.

وقال الحارثي، إنه رغم ارتفاع أسعار خام الكاكاو عالميا، إلا أن التأثير على أسعار الشوكولاتة المصنعة كان محدودا حتى الآن، حيث لم تتجاوز نسبتها 10% من سعر البيع النهائي.

وأرجع ذلك إلى قدرة المصنعين والموردين على استيعاب جزء من التكاليف، ما ساعد في الحفاظ على استقرار الأسعار دون تأثير كبير في القوة الشرائية للمستهلكين.

وتشهد الأسواق ابتكار نكهات جديدة في كل موسم، ومع ارتفاع مستوى الوعي الغذائي، أصبح هناك توجه متزايد نحو الشوكولاتة الصحية، مع بحث المستهلكين عن منتجات تحتوي على نسب أقل من السكر ومكونات طبيعية، ما جعلها جزءا مهما من الحصة السوقية.

ورغم التحديات المرتبطة بارتفاع أسعار المواد الخام، يظل قطاع الشوكولاتة قادرا على التكيف مع المتغيرات الاقتصادية وتقديم منتجات تلبي احتياجات المستهلكين، ما يضمن استمرار الإقبال القوي.

 

الأكثر قراءة