ازدهار الاقتصاد الأمريكي على المحك مع ازدياد توقعات الركود
دخل الاقتصاد الأمريكي مرحلة من التقلبات مع ازدياد التوقعات بحدوث ركود، وسط فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترمب رسوما جمركية يعتبرها مهمة لإنعاش الاقتصاد.
عدد من البنوك مثل جولدمان ساكس يرفعون احتمالية حدوث ركود خلال 12 شهرا إلى 30% مقارنة بـ20% سابقا.
البنك قام بتقليل توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي من 2% إلى 1.5%، مع توقع حدوث 3 تخفيضات في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، حسب مجلة ذا نيو ريببلك.
في مذكرة حديثه صادرة من الشركة لمستثمريها، توقع جولدمان أيضا ارتفاع متوسط معدل الرسوم الجمركية الأمريكية بمقدار 15% خلال العام المقبل، وهو ما يزيد بنسبة 5% عن التوقعات السابقة. يُعزى ذلك إلى قرار دونالد ترمب بإثارة حرب تجارية عالمية، حيث بدأ في فرض رسوم جمركية كبيرة على الشركاء التجاريين والعسكريين للولايات المتحدة بصورة مفاجئة.
أعلنت كندا عن انتهاء علاقتها الوثيقة والودية مع الولايات المتحدة بحسب تصريح رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، مُشيرًا إلى تسارع الخطى للابتعاد عن المنتجات والخدمات الأمريكية "بسرعة لم نشهدها منذ أجيال". جاء هذا التحول الدبلوماسي عقب إعلان إدارة ترمب فرض رسوم جمركية جديدة، زيادة بنسبة 25% على واردات السيارات.
وصف كارني هذه الضريبة -التي ستدخل حيز التنفيذ على واردات السيارات في أوائل أبريل وقطع غيارها في مايو- بأنها "هجوم مباشر" على كندا. لكنها أصابت صناعة السيارات الأمريكية بصدمة، حيث انخفضت أسهم أكبر 3 شركات سيارات أمريكية بشكل ملحوظ ردًا على هذه الأخبار.
على صعيد عالمي، تتوقع جولدمان أن تؤدي الرسوم الجمركية الجديدة إلى ركود تقني في أوروبا بنهاية العام، مع نمو ضئيل نحو 0.0% في الربع الثالث. وذكر البنك في مذكرة أخرى أن هذه الرسوم ستؤدي إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو بنسبة 0.7% بحلول 2026 مقارنة بالسيناريو الذي لا يتضمن رسومًا جمركية.
رغم المخاوف الاقتصادية المتزايدة، بدا ترمب غير مبالٍ بالمخاطر المحدقة، حيث أعرب عن ثقته في أن الاقتصاد الأمريكي سيكون أكثر نجاحًا من أي وقت مضى وسينمو بوتيرة غير مسبوقة، بحسب تصريحاته الأخيرة.