الثلاثاء, 8 أَبْريل 2025 | 9 شَوّال 1446


الحذاء الشرقي .. موروث شعبي يعود للواجهة في العيد بارتفاع 50 % وسط منافسة المستورد

رغم التغيرات الكبيرة التي شهدتها ثقافة المستهلك في السعودية، فإن بعض الموروثات الشعبية لا تزال تحافظ على وجودها وحضورها في الأسواق، ومن أبرز هذه الموروثات الأحذية التقليدية مثل "النعل"، المعروف في المنطقة الغربية والحجاز باسم "الشرقي"، وفي المنطقة الشرقية والرياض باسم "الزبيري".

ومع اختلاف التسميات، لا يزال الشكل والتصميم ثابتا، ما يجعله جزءا من الهوية التراثية للملبوسات التقليدية في السعودية، خاصة خلال المناسبات والأعياد.

وبحسب مستثمرين تحدثوا لـ"الاقتصادية"، فإن صناعة الحذاء الشرقي "النعل" تشهد انتعاشًا كبيرًا خلال المواسم مثل عيد الفطر والأضحى، حيث يرتفع الطلب عليه بنسبة 50% مقارنة ببقية الشهور.

وأكدوا أنه فرغم ثبات الشكل فإن السعر اختلف على مدى 30 عاما مضت، حيث وصل سعر الفاخر من الشرقي إلى ألف ريال، بعد أن كان الفاخر لا يتجاوز 80 ريال في أعوام سابقة.

هذا الإقبال لا يقتصر على فئة عمرية معينة، بل يمتد ليشمل كبار السن والشباب وحتى الأطفال، حيث أصبح جزءًا من الزي الرسمي في بعض المناسبات التراثية والوطنية، مثل يوم التأسيس واليوم الوطني.

وأشار المستثمرون إلى تحديات تواجه القطاع، من بينها تغير أنماط الاستهلاك وقلة الورش المحلية، فمثلا انخفض عدد الورش العاملة في مكة المكرمة من 200 ورشة إلى نحو 15 ورشة فقط خلال السنوات الأخيرة، كما أن ارتفاع تكاليف الإنتاج وقلة الأيدي العاملة المدربة تمثل تحديًا إضافيًا.

فهمي العاشق، أحد المستثمرين في القطاع، الذي يمثل الجيل الثالث في عائلته في هذه الصناعة التقليدية، قال إنهم ما زالوا يحافظون على الطريقة اليدوية في التصنيع دون تدخل المكينة، حيث يتم إنتاج 15 زوجًا فقط خلال 6 أيام، باستخدام جلود الأبقار والجمال والغنم.

وأشار إلى أن جلد الجمال أقل عملية مقارنة بالأنواع الأخرى، بينما يظل الجلد البقري والغنمي الأكثر طلبًا.

وحول الأسعار، أوضح فهمي، أن أسعار الحذاء الشرقي شهدت تغيرات كبيرة على مر العقود، فبينما كانت تكلفته لا تتجاوز 35 ريالًا والفاخرة 80 ريالا قبل 30عاما، أصبح اليوم يباع بأسعار تبدأ من 80 ريالًا، وقد تصل بعض الأنواع الفاخرة إلى ألف ريال وفقًا لنوع الجلد والتصميم.

ناصر بأسهل، عضو مجلس الاتحاد العربي للصناعات الجلدية، أكد أن موسم العيد هو الأكثر انتعاشًا لهذه الصناعة، حيث يمثل فرصة لزيادة المبيعات وتعزيز الحرف التقليدية.

وأضاف بأسهل، أن الطلب على الحذاء الشرقي تراجع مقارنة بالسابق، حيث كان يُطلب على مدى العام، أما الآن فقد أصبح موسميًا، ومع ذلك، لا يزال يحتفظ بمكانته كموروث شعبي متوارث عبر الأجيال، خاصة في المنطقة الغربية، التي تعد الأكثر إقبالًا عليه مقارنة بالرياض والمنطقة الشرقية.

وأوضح أن دخول المنتجات المستوردة من الصين وتركيا وباكستان أثّر على السوق، إلا أن الصناعة المحلية ما زالت تتفوق من حيث الجودة والطلب.

محمود الطويل، العامل في إحدى شركات الأحذية، أشار إلى أن الصناعة المحلية تظل الأكثر طلبًا رغم المنافسة مع المنتجات المستوردة.

وبيّن أن السوق السعودية تعتمد بشكل أساسي على جلد الأبقار، الذي يتميز بجودته العالية مقارنة بالجلود الأخرى.

وأضاف أن التصاميم التقليدية للحذاء الشرقي "النعل" لا تزال تحافظ على شكلها الأساسي، ولكنها شهدت تطورات من حيث الألوان والرسومات، حيث أصبحت بعض الأنواع مزينة بنقوش مستوحاة من التراث، مثل رسومات العين وسعف النخل والمربط.

الأكثر قراءة