هل تصمد خطط ترمب الجمركية ؟

 

يبين سكوت بيسينت أن هدف التعريفات الجمركية الجديدة وتخفيض سعر الفائدة هو طويل المدى، وأن الخطة ستعيد الهيمنة الاقتصادية الأمريكية، قد يكون هذا التصريح منطقيا في 1995 عندما كانت القطبية الاقتصادية تتجه نحو بوصلة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأوربيين، لكن ما يجعل الشك يحوم حول إمكانية ثبات هذه الخطة ما ينبثق من بيوت خبرة أمريكية قبل غيرها، فنجد على سبيل المثال: أن جي بي مورجان ترى تراجع الناتج المحلي 0.3% في حال استمرت حملة ترمب، وتنقض مورجان ادعاء الحملة بأن التعريفات الجمركية الجديدة وتخفيض سعر الفائدة سيحدث نمواً متوقعاً بـ1.3%، كما أن ما تشهده الأسواق من تذبذب بين الاثنين وأمس الثلاثاء ووقوف الدول مع بورصاتها قد يعصف بكثير من أحلام هذه الحملة.

ففي يوم الاثنين كانت التداعيات واضحة حيث تراجع البيتكوين دون مستوى 75 ألف دولار واقترب التراجع في بورصة طوكيو من 8% وأما البورصات الأوروبية فكان التراجع نحو 6، وأما الثلاثاء فنرى ارتفاعاً في الأسهم اليابانية بـ6% بدعم من قطاع التكنلوجيا والبنوك، وهناك دعم أوروبي عبر الأوامر العاجلة لارتفاع يقدر بنحو 2% وتخطى البيتكوين حاجز الـ80 ألف دولار.

السؤال المهم لو تعاملت الصين بالمثل كما تلمح هل تستطيع خطة ترمب الصمود؟

لا أعتقد ذلك ففي يومين فقط كان التذبذب الكبير في الأسواق الأمريكية واضحاً، وقد سجلت الشركات الكبرى الأمريكية حتى الآن خسائر تجاوزت 8 تريليونات دولار، والفيدرالي بين شد وجذب حيال تخفيض الفائدة. لقد أثبتت شركة بي. واي. دي. منافسة شرسة مع نظيرتها تيسلا قبل أن تبدأ هذه الخطة، وكانت الكفة تميل نحو بي. واي دي.

في قطاع الاتصالات يرى محللون أن آيفون قد تصاب بالشلل لوجود جزئيات صينية في محتواها الأساس يصل إلى 30% صيني بحت ويصعب استبداله على المدى القصير وأظهرت الصين تقدماً مذهلاً في نطاق التكنلوجيا والذكاء الاصطناعي.

واليوم تدخل الرسوم الجديدة المفروضة من الرئيس الأمريكي على الصين بـ104% حيز التنفيذ، ما يعطي مؤشرا عاليا على إصرار الحكومة الأمريكية بدخول هذه الحرب الاقتصادية مع الصين، ويتطلع العالم بأسره بما ستقوم به الصين من رد.

لقد تغافلت الصين حينما فرضت عليها رسوم بنسبة 20%، لكن عندما زادت الحكومة الأمريكية 34% كنسبة إضافية أعلنت الصين فرض رسوم على الواردات الأمريكية بنسبة 34%، إلا أن مجموعة من المحلليين يرون الصين بطول نفسها، قد تتخذ خطوات خارج هذا الرفع النسبي، ما يجعل احتمالية زيادة الرسوم واردة.

منذ سنوات والولايات المتحدة الأمريكية والصين قد وضعتا العالم في عنق الزجاجة اقتصاديا، ما حدى بأمريكا أن تتخذ قرار التعريفات الجمركية وتخفيض الفائدة لكن الشك العالمي مستمر بنجاح هذه الخطة، ما يحدوا بنا أن نسأل السؤال الأهم، وهو: هل هناك خطة اقتصادية بديلة لدى الولايات المتحدة الأمريكية لخروج العالم من عنق الزجاجة الاقتصادي؟

ستبدي لنا أيام 2025 القريبة ذلك

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي