استقرار الاقتصاد والأسواق رهن الإجابة عن 7 أسئلة
تحركات أسواق السندات الحكومية والعملات لا تزال تتحدى الدور التقليدي لأمريكا كملاذ آمن.
الأسواق تواجه التصعيد التجاري بين الصين وأمريكا من جهة، وإدارة ترمب و"الفيدرالي" من جهة أخرى.
الجانب الإيجابي الوحيد في تحركات الأسعار نهاية الأسبوع، داخل سوق سندات الخزانة الأمريكية هو أنها وقعت في يوم جمعة. لكن حقيقة استمرار التحركات في أسواق السندات الحكومية والعملات في تحدّي الدور التقليدي لأمريكا كملاذ آمن، تضع صناع السياسات أمام أسئلة صعبة. تزداد صعوبة هذه الأسئلة مع اقتراب احتمالات حدوث خلل كبير في الأسواق إلى مستوى يبعث على القلق.
الاضطراب الذي تشهده الأسواق المالية يتجاوز بكثير المخاوف المتزايدة بشأن التوقعات الاقتصادية للولايات المتحدة، التي عبّرت عنها بيانات أحدث استطلاع أجرته جامعة ميشيغن بشكل واضح. أظهر التقرير تراجع ثقة المستهلكين الأمريكيين إلى ثاني أضعف قراءة مسجلة على الإطلاق، فيما يتوقع المشاركون في الاستطلاع ارتفاع الأسعار 6.7% خلال العام المقبل، وهي النسبة الأعلى منذ 1981. كما أن الأسواق ترد على تصاعد لعبتين خطيرتين: الأولى بين الصين والولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية، والثانية بين الإدارة الأمريكية و"الاحتياطي الفيدرالي" حول ما إذا كانت هناك حاجة إلى تفعيل أدوات طوارئ قوية لكبح الأسواق في حال وقوع خلل.
تفادي الاضطراب الاقتصادي والمالي بأمريكا
للحد من مخاطر الأضرار الاقتصادية والمالية الكبيرة، يحتاج صناع السياسة في واشنطن إلى الإجابة عن 7 أسئلة رئيسية:
أولا: هل المكاسب المحققة من انتزاع تنازلات من أكثر من 70 دولة تسعى إلى التفاوض مع الولايات المتحدة كافية لتهدئة الأسواق، واستعادة استقرار الاقتصاد؟
ثانيا: هل توجد مسارات نحو مفاوضات بناءة بين الصين والولايات المتحدة لا تنطوي على خسارة كبيرة لهيبة أي من الطرفين؟
ثالثا: هل يمكن للإدارة الأمريكية و"الاحتياطي الفيدرالي" إرسال إشارات بوجود أدوات طوارئ موثوقة ذات تأثير كبير في غرار سلاح "البازوكا" يمكن تفعيلها بسرعة، وبأقل ضرر جانبي ممكن إذا ما تعطلت الأسواق المالية؟
رابعا: ما مدى صبر حاملي الأصول الأمريكية، وخصوصاً الأجانب منهم، في مواجهة خطر قيام الصين ببيع حيازاتها؟
خامسا: إلى أي حد اقترب الضرر الذي لحق بمكانة أمريكا العالمية وسمعتها من الحد الفاصل بين ما هو مقلق ونقطة اللاعودة؟
سادسا: ما مدى صعوبة إقناع الأسر والشركات الأمريكية بالحفاظ على مستويات إنفاقها في ظل هذه الأجواء المشحونة بالضبابية؟.
سابعا: ما مدى سرعة قدرة الولايات المتحدة على مواجهة تصعيد الصين في جهودها لتقديم نفسها كشريك مسؤول وجدير بالثقة في مجالات التجارة والتكنولوجيا والتعاون المؤسسي، وصولاً إلى نظام مدفوعات جماعي مستقبلي؟.
نظام تجاري عادل
يحتاج صناع السياسات الأمريكيين إلى تقديم إجابات مُرضية على هذه الأسئلة السبعة إذا ما أرادوا النجاح في اجتياز ما وصفه الرئيس دونالد ترمب يوم الخميس بـ"تكلفة الانتقال" و"مشكلات الانتقال" نحو الهدف المنشود. يتمثل هذا الهدف في عمل أمريكا ضمن نظام تجاري أكثر عدلاً، مع قطاع خاص أكثر قدرة على الاستفادة من الابتكارات التي تعزز الإنتاجية، وقطاع عام أقل عبئاً وأكثر كفاءة، إضافة إلى ديناميكيات دين حكومي أكثر استدامة. كلما تأخرت الإدارة في تقديم الإجابات التي تنتظرها الأسواق، طالت لائحة الأسئلة، مع تداعيات تتجاوز حدود الولايات المتحدة.
خاص بـ "بلومبرغ"