طابور الكآبة
بين السلبيين والإيجابيين، تتصاعد الكلمة إثر الكلمة، حاملة في ثناياها كتابة ضد الكآبة، من يتعمدون نشرها.
إننا نحتاج في وقتنا هذا إلى أصوات تنشر الإيجابية وتعلي شأنها. من المؤلم أن يتعرض الجيل الشاب لدينا لسيل من الخطابات السلبية، التي تغرس في الذهن أن الآمال محدودة، والآفاق مسدودة. هذا كلام غير حقيقي.
من يتبنى هذا الخطاب ويصر عليه، لا شك أنه يرتكب خطيئة كبرى، تؤدي إلى بث الإحباط وتكريسه في نفوس الجيل الجديد من الشباب والفتيات.
من المهم تلمس الصور التي تعيد تقديم الحقيقة، تلك الصورة التي لا تنجرف خلف إغراء شعبوية الخطاب العاطفي المأزوم، ... هناك من يتصيد ويجتزئ ويسرف في التحريش، وينساق من حوله آخرون، يتعاملون مع الأمور ببراءة، ثم تنكشف الصورة وتنجلي عن شائعة أو جور في الحكم والقراءة.
إن الإحباط آفة، يتعامل معها الخصم باعتبارها سلاحا فتاكا، وينظر لها المحب باعتبارها تدل على بطء في التعاطي معها، الأمر الذي يفضي إلى نتائج سلبية.
عندما نتحدث عن الافتراء، الذي يتسيد المشهد، نستحضر صورة هذا الوطن، بكل تفاصيله وتضاريسه وأطيافه، ... نحن ننعم بالأمن والرضا. والأيادي العابثة التي طالت الأحساء وعسير وسواهما، خابت آمالها وارتكست أحلامها، وبقي الشعب مصطفا مع قيادته في خندق واحد دفاعا عن الوطن وعن المجتمع وسلامه. لكن بقيت خطابات التثبيط والتحريش تتغلغل من هنا وهناك.
إن من غير المستساغ اللجوء إلى الحجب والإغلاق، كوسيلة لمجابهة طابور الكآبة، ولكن يقع على كل المخلصين لهذا الوطن الوقوف في وجه هذه الموجة بمنتهى الوضوح إذ لا مجاملة على أمن الوطن.
إن الشعوب من حولنا تتخطفها عواصف المحن، وهناك من يصر على ألا تتمتع المملكة ودول الخليج العربي بالاستقرار الذي تنعم به. هؤلاء من الضروري التصدي لهم ودحض افتراءاتهم وعدم الانسياق خلف شائعاتهم.