بعد جولتين
بعد جولتين من الدوري, هل كشفت المباريات الماضية عن خيول الرهان في دوري جميل السعودي؟ وهل يمكن تحديد أرنب السباق؟.
حتى نجيب بوضوح عن السؤالين, نحتاج إلى قراءة المشهد بعمق, ونربطه بالأحداث القريبة الماضية, والمستقبلية المتوقعة, وعندها يمكن توقع الخيول, والأرانب وليس الجزم بها.
الأهلي حامل اللقب, في جولتين لا يزال أٌقل من أخضر الموسمين الماضيين, يمكن تفهم ذلك مع قدوم مدرب جديد, صاحب فلسفة خاصة مختلفة تماما عن المغادر السويسري جروس. جوميز يعتمد كثيرا على تدوير الكرة بين اللاعبين, وعلى الحركة الجماعية للفريق بكرة ودونها, أسلوب لا يمكن تطبيقه في مرحلة وجيزة, يحتاج إلى وقت ليس بالقصير ليتشربه اللاعبون, ناهيك عن أن اللاعب الأهلاوي تمكنت منه الطريقة السويسرية ولا يمكن فصله عنها بسهولة. الأهلي سيستمر منافسا ما لم تعترضه هزات قبيل الجولة السابعة, خاصة أمام الاتحاد والنصر.
وصيف الدوري في الموسم الماضي الهلال, غيَّر جلده تماما, يشارك بفريق يمكن القول بأنه جديد تماما, ستة لاعبين جدد يدافعون عن ألوان الأزرق, وأربعة آخرون على قائمة البدلاء, رغم النقاط الكاملة من جولتين, الهلال لم يقدم فريقه المنافس بعد, لديه مصابون, وثلاثة أجانب لم يكشفوا عن هوياتهم الفنية بعد, نستطيع القول إن الهلال لم يبدأ بعد, فلا يزال في جعبته الكثير, وسيكون أفضل من الموسم الماضي, رغم أن خطه الخلفي يعاني, وسيتحسن قليلا بعودة الشهراني للظهير الأيسر.
الاتحاد ثالث العام الماضي, أيضا يشارك بفريق مجدد, وليس جديدا تماما, مباراتاه الماضيتان, لم تكشفا عن فريق يمكن أن يحقق الدوري, ولكنه سيكون مؤثرا بقوة في مساره, العميد لا ينتظر في الجولات المقبلة أي لاعبين يلتحقون بالركب الأصفر, غير التونسي العكايشي, ولا أظنه سيغير الكثير, سلاح الاتحاد الأقوى هو التحدي والكبرياء.
رابع المرشحين للمنافسة نظريا, هو النصر, ظهر لاعبوه في حماسة مشتعلة في لقائهم الأول, غطت بعض العيوب الفنية, وساعدهم سيناريو اللقاء كثيرا, ثم خسروا المواجهة الثانية ولم يكونو سيئين إلى درجة استحقاق الخسارة, الفريق الحالي, سيتغير مع الجولات المقبلة, لديه أربعة عناصر مؤثرة لم تلعب بعد, أجنبيان إضافة إلى الشهري والفريدي, قائمة الأصفر في الجولتين الماضيتين أجبر عليها المدرب ولم يخترها بسبب الغيابات, أعتقد أن ماميتش مدرب ذكي, اعجبتني تصريحاته, ولمساته. مشكلة النصر التي قد تتفجر في أي لحظة أن هناك من يريد إبعاد القادمين الجدد في الإدارة ويفتعل المشكلات, خوفا من تقليص مكتسباته ودائرته في القرار, هذه المشكلة إن لم ينتبه لها رئيس النادي ستقوض كل ما عمل في الصيف.
هؤلاء هم الأربعة الكبار المنافسون الدائمون على اللقب. بقية الفرق لم تتغير, لن تحدث تغييرا كبيرا في مسار اللقب أمامهم, سيبقى صراعها على الهروب مستمرا, وسيعاني الليث الأبيض كثيرا هذا الموسم, ليس لسوئه بل لأن الجو العام في النادي لم يعد دافعا للإنجاز, وستعاني الفرق كلها عندما تلعب مع الباطن على أرضه, هناك في حفر الباطن, ستظل مواجهات الضيوف بالنسبة لأهل الدار, أكثر من مباراة كرة قدم.
الآن هل يمكن الإجابة عن السؤالين أعلاه؟. أعتقد أن الوقت لا يزال مبكرا, والجولة السابعة ستتشكل فيها الملامح أكثر وأكثر.