أتعبتَ رؤساء الغرف في عهدك يا صالح

[email protected]

السبت الماضي كنت في مجلس الغرف السعودية، ودار الحوار عن مقابلة الشيخ عادل كعكي رئيس غرفة مكة في جريدة "عكاظ"، وعلقتُ حينها بوجهة نظري بأن اللقاء كان رائعاً، ويتسم بالصراحة والجدية وأجاب عن أدق تفاصيل الإدارة دون أي غموض، بل تطرق إلى طبيعة العلاقة بين غرفة مكة ومجلس الغرف السعودية، ولم يتردد حتى في توضيح أسباب استقالة (الثلاثة) من أعضاء مجلس الإدارة، وقال: يجب أن نحترم صوت الأغلبية، وفي النهاية فإن اختلاف (الإدارة) لا يفسد للود قضية.
واستمر حديثنا عن أهمية الحوار وطرح الآراء إعلامياً ومناقشة الرأي وقبول الرأي الآخر، خاصة أنه في اليوم نفسه كان هناك مقال في جريدة "المدينة" للكاتب غازي صبان, ومقال آخر في جريدة "البلاد" لعبد الرحمن مغربي، يتحدثان فيهما عن غرفة جدة ورئيسها بالتقدير والثناء على أسلوب إدارته الغرفة، وعلى تفاعله الإنساني مع المسؤولية الاجتماعية، ودور الغرفة في حث الشركات والبنوك على تقديم منتجات عملية لخدمة المجتمع المدني، فالحياة ليست تجارة وصناعة فقط.
هذا التمهيد مهم لكي أشكر زميلي الشيخ إبراهيم السبيعي عضو مجلس الإدارة في غرفة جدة ورئيس اللجنة المالية، الذي تفاعل مع طرحي وتفضل مشكوراً بالرد الأحد الماضي على تعقيبي في جريدة "المدينة" بتاريخ 14 نيسان (أبريل)، ومن خلال قراءتي مقال الزميل سأسهم معه بمزيد من التفصيل على إجابته، وألخصها في ثلاثة محاور:
أولاً: أشار الشيخ إبراهيم السبيعي إلى (الاختلاف) الذي حدث في الاجتماع الأخير لمجلس الإدارة, الذي لم أحضره، لذلك لا أستطيع التعليق عليه، وأكتفي بأمانته في نقل ما دار من أحداث حسبما ذكر في مقالته.
ثانياً: قال إن اللجنة المالية التي يترأسها سجَّلت ملاحظات على الإدارة المالية ضعف الرقابة على المصروفات، كذلك المحاسب القانوني سجل عدة ملاحظات بسبب ضعف الرقابة والضبط!
وإنني إذ أسجل إعجابي وتقديري لشجاعته في تحمل (المسؤولية) وتوضيح هذا الأمر، وأسأل الله لهم بالتوفيق في معالجة هذا الخلل والقصور الموجود في الإدارة المالية، حيث إنكم توليتم المسؤولية منذ بداية الدورة الحالية، وأقول لك لقد قسوت على نفسك لعلمي أن اللجنة المالية طورت كثيرا من أعمال الغرفة في الفترة الأخيرة.
ثالثاً: أما بخصوص ما تم ذكره عن مصروفات ودخل منتدى جدة الاقتصادي لعامي 2007 و2008، أقول إن الإسقاط المحاسبي الذي تم استعراضه في مقالك عن عام 2007 يختلف عن عام 2008، ولعلي هنا أختلف معك جزئيا، لأنه لا يمكن أن تنتقد الدخل في المنتدى الثامن وتنسى الالتزام بالمصروفات، ثم تنتقد المصروفات في المنتدى التاسع وتنسى الدخل! وهنا أقول: (حنانيك) يا أبا الوليد .
فما المطلوب من منتدى جدة الاقتصادي، ربح أم استثمار أم حدث عالمي؟ وهذا الأمر ينطبق علي مهرجان جدة غير ومهرجان أبحر ومركز المعارض، لذلك أرجو أن تُلقي نظرة إلى الجانب الممتلئ من العمل الإيجابي لإدارة المنتدى، خاصة أحداث الدورة السابعة التي كانت من مسؤولية مجلس الإدارة السابق.. حيث يتضح ما يلي:
(أ) تم إعداد الميزانية التقديرية للدورة الثامنة من مجلس الإدارة لعام 2007، لتحويل المنتدى من اقتصادي عام، إلى منتدى اقتصادي متخصص، واعتمد مبلغ 15.8 مليون ريال، وبلغ إجمالي المبالغ التي صرفت فعلياً 13.7 مليون ريال، إذاً نلاحظ أن إدارة المنتدى وفرت من الميزانية التقديرية للمصروفات مبلغ 2.1 مليون ريال، وهنا لا تحتاج إدارة المنتدى إلى أي موافقات من مجلس الإدارة، لأنها طبقت والتزمت المعيار المالي المعتمد لها سلفاً. أما إذا كان الحديث عن نقص الدخل، وحجم الرعاية والاشتراكات, فهذا الموضوع تم الاتفاق على أهمية تلافيه وأهمية مساهمة أعضاء المجلس الإدارة في الرعاية لعام 2008.
(ب) في الدورة التاسعة تم إقرار الميزانية التقديرية من مجلس الإدارة لعام 2008 بمبلغ 12.4 مليون ريال، على أن تراعي إدارة المنتدى أهمية الدخل من الرعاية والمشتركين، وقبل انعقاد المنتدى التاسع قدمت اقتراحاً على مجلس الإدارة بأن يسهم أعضاء المجلس بمبلغ 250 ألف ريال على كل عضو، وتبرعت أنا ومجموعة من الأعضاء، والباقي الكبير من الرعاية تحمل الرئيس ومدير المنتدى والأستاذ عبد الغني صباغ المسؤولية، وجمعوا مبلغ 19.4 مليون ريال، وبناء عليه تعهدوا للرعاة بأن يكون الحدث يليق بمكانة محافظة جدة داخلياً وخارجياً، خاصة أن راعي الحفل أمير منطقة مكة، سيدي الأمير خالد الفيصل كان يتابع أدق التفاصيل من حيث المكانة الاقتصادية للمتحدثين، وأهمية مشاركة الحضور، ورفع مستوى التنظيم، والعمل على تغطية دولية للمنتدى، وهو ما حصل فعلاً، ومع ذلك بلغ العجز 26 ألف ريال فقط، وللعلم فإن المتعارف عليه في حساب الأرباح والخسائر في أي منشأة أن نجمع صافي الدخل ونطرح منه إجمالي المصروفات، لنخرج بحقيقة ساطعة كالشمس تحسب لمجلس إدارة الغرفة وللإدارة المالية، حيث بلغ صافي المبالغ النقدية في غرفة جدة 23 مليون ريال عام 2006، وارتفع إلى 32 مليون ريال في عام 2007، في ظل استثمارات عالية ومنتجات متنوعة في مركز المعارض ومدينة المستودعات، دعم مهرجان جدة غير، مهرجان أبحر، مشروع إطلاق سراح المعسرين، التأمين التكافلي، دعم المشاريع الصغيرة، دعم اللجان الفرعية للتجار والصناع، وتفعيل دور المسؤولية الاجتماعية للشركات والبنوك، وهذا العمل هو المال الحقيقي للمنتسبين للغرفة.
ختاماً لقد نجح الرئيس صالح التركي ونجح سامي بحراوي في أن يظل أهم منجزات غرفة جدة وهو (منتدى جدة الاقتصادي) نبراساً وعلامة اقتصادية بارزةً في سجل السعودية الاقتصادي ليس على المستوى الإقليمي فحسب, بل على المستوى العالمي، والشكر والتقدير موصول لجميع الزملاء في الإدارة المالية على الشفافية والوضوح في الأرقام وعلى حسن الإدارة في المصروفات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي