مهلا يا أصحاب الليزر

جاءني بعض الانتقادات عن مقالي السابق عن مبالغة بعض شركات الليزر والأطباء في أجهزة فائدتها محدودة إن لم تكن معدومة والاهتمام والتركيز على المال أكثر من العلم والمصداقية وكان الضحية الأولى والأخيرة هو الأهم أقصد المريض.
وزعموا أن في هذا تشويها لأجهزة الليزر، لكن الكل يعرف أن هناك أجهزة معتمدة ومحكمة ومفيدة جدا وهي ما نسميها بالأجهزة التقليدية مثلا ليزر التصبغات فهو جدا مفيد لإزالة الوحمات وحبوب الخال والوشم والنمش وليزر الأوعية الدموية لعلاج الوحمات الحمراء والثآليل ولا ننس القفزة العلمية الكبيرة التي أحدثها ليزر إزالة الشعر. كل هذه التقنيات حقيقية ومفيدة لكن ما نتحدث عنه نوعان من الليزرات هما شد الجلد وإزالة الدهون، باعتقادي أن المبالغة هو أن تقول (شد الوجه بدون جراحة) وتدّعي أن هناك أي مقارنة بين الجراحة والليزر أو أن تبالغ بأجهزة الليزر لإزالة الدهون أو تقارنها بشفط الدهون.
المبالغة بنتائج هذه الأجهزة أو مقارنتها بالجراحة هو من أفقد كثيرا من المرضى مصداقية الليزر وكان سببه هو الشركة المصنعة والطبيب المبالغ والضحية كما قلنا هو المريض.
وللأسف بدأت معظم دول العالم خاصة دول آسيا الشرقية بدأت تصنع أجهزة جدا رخيصة وغير مفيدة وقد تكون ضارة، وقريبا حضرت أحد المؤتمرات وكانت كمية أجهزة الليزر خرافية ومنبع سخرية الحضور، وللأسف أن البعض يشتري مثل هذه الأجهزة وأسمها ليزر لكنها قد تكون ضارة.
إذا ما هو الحل لمعرفة النافع منها والضار؟
الجواب هو عند هيئة الدواء والغذاء التي مشكورة بدأت تنزل الميدان وتتأكد من تسجيل الأجهزة. ولله الحمد انتهينا قريبا من ترخيص الأطباء (والشكر بعد الله للهيئة السعودية للتخصصات الصحة). في ترخيص الليزر وكانت السعودية رائدة عالمية بهذا المجال لأنه لا يوجد أي دولة عربية على حد معرفتي يطلبون ترخيص ممارسة ليزر. والآن أتى دور هيئة الدواء والغذاء السعودية بالبدء بترخيص الأجهزة وهذا مشروع كبير وعظيم سوف يكشف مدى التزوير في هذا الجهاز وقبل عدة أيام وخلال أسابيع من العمل نشرت بعض الصحف خبر أن هيئة الدواء والغذاء السعودية توقف العمل بـ 42 جهاز ليزر. وأنا على يقين أن الأيام حبلى وسيتعرف الناس عن مدى الغش والمبالغة في أجهزة الليزر. إذا نحن مقبلين على عصر حضاري صحي في بلدنا ولنكن كلنا فخورين بمدى هذه الإنجازات الصحية في بلدنا الغالي. فخورين أن تكون السعودية هي رائدة في العالم العربي بتصنيف وترخيص الأطباء والأجهزة أيضا، وليطمئن المرضى أن هناك من يرعاهم ـــ بعد الله ـــ. وأعرف أن هذا لا يكفي ونريد مزيدا ولا نرضى طبيا إلا أن نكون من الدول الرائدة في المجال الصحي وأعرف مدى قلق كثير من الناس عن سوء الخدمات الصحية في المناطق النائية وأزعم أن وزيرنا المحبوب هذا من أولويات فريق عمله.
أختم بشكر خاص لهيئة الدواء والغذاء على مجهوداتها لترخيص أجهزة الليزر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي