السعودية والإعلام المأجور
أمر طبيعي أن يتحدث الإعلام العالمي كثيرا عن السعودية، وأن يناقش أدق التفاصيل فيها، وأن يسلط الضوء على كل قضاياها صغيرها وكبيرها، وأن نجد اسم المملكة يتكرر في كثير من وسائل الإعلام وأن تتصدر أخبارها وقضاياها نشرات الأخبار والصفحات الأولى في الصحف، فالمملكة لم تكن في يوم بلدا صغيرا هامشيا يتناساها الإعلام ويغفل عنها ولا يحرك لها ساكنا، بل هي ومنذ تأسيسها وهي محط اهتمام العالم نظير مكانتها التي حباها الله بها، فهي قبلة أكثر من مليار ونصف مسلم، وتضم أطهر وأغلى ما يملكون ألا وهي مقدساتهم، أيضا هي تملك اقتصادا من أقوى الاقتصادات في العالم، وعضو مهم في مجموعة الـ20 التي تستحوذ على 90 في المائة من حجم الاقتصاد العالمي، أيضا تحظى الرياض بثقل سياسي على مستوى المنطقة والعالم، فهي عاصمة القرار العربي والإسلامي، ويلجأ لها كثير من الأشقاء ودول الجوار لحل المعضلات التي تواجههم، ونجدها مشاركة في كل المحافل الدولية وتستنير المنظمات الدولية بآرائها وأطروحاتها، هذا بالنسبة للإعلام المحايد الذي يناقش السلبيات والإيجابيات من وجهة نظره، ولكن ما يجب الحذر منه هو الإعلام المأجور، الذي ينفق ويغدق عليه إيران وتنظيم الحمدين من أجل المساس بالمملكة وتشويه سمعتها، والسعي إلى تحييدها عن مواجهة خططهم الهادفة لتدمير البلدان العربية والإسلامية.
السعودية هي حصن العرب والمسلمين المنيع، وهي درع الأمة الذي يسعى لحمايتها من مخططات محور الشر في المنطقة “إيران - تنظيم الحمدين ــ الإخوان”، وعلينا نحن السعوديين ألا نستغرب هذا الهجوم الذي تتعرض له بلادنا وقيادتنا، فأمر طبيعي أن تسخر قناة الجزيرة وفروعها من وسائل الإعلام الخبيثة جزءا كبيرا من نشراتها وتقاريرها للنيل من السعودية، واستضافة كل مأجور وحاقد وخائن للطعن فيها وفي كل خطواتها المناصرة للعالمين العربي والإسلامي، حتى أصبحت القنوات منبرا واضحا وفاضحا للخونة والمرتزقة.
تلك القنوات المأجورة عندما تستهدف السعودية فهي تسعى للتأثير على استقرارها ولحمتها الوطنية والسعي إلى زعزعة أمنها ونشر الفوضى داخلها، من أجل اختراق خط الدفاع الأول عن الأمة ألا وهي المملكة، ولكن الجميل مع كل هذا أنه كلما زاد الهجوم على بلادنا زاد دفاعنا عنها، وزاد من تماسكنا خلف قيادتنا.