أمريكا تبحث سحب كل قواتها من سوريا
قال مسؤولون أمريكيون اليوم الأربعاء إن الولايات المتحدة تبحث سحب كل قواتها من سوريا مع اقترابها من نهاية حملتها لاستعادة كل الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب اليوم الأربعاء انتصار بلاده على الدولة الإسلامية في سوريا مشيرا إلى أن سحب القوات من هناك قد يكون وشيكا. وقال على تويتر "لقد هزمنا تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وهذا مبرري الوحيد للوجود هناك خلال رئاسة ترمب".
وإذا تأكد هذا فسوف يضع نهاية للافتراضات حول وجود أطول أمدا للقوات الأمريكية في سوريا، دافع عنه وزير الدفاع جيم ماتيس ومسؤولون أمريكيون كبار آخرون للمساعدة في ضمان عدم عودة التنظيم للظهور.
وأبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في السابق رغبة شديدة لإعادة القوات الأمريكية من سوريا عندما يكون ذلك ممكنا.
ولم يتضح حتى الآن موعد الانسحاب كما لم يكشف المسؤولون الأمريكيون، الذين تحدثوا إلى رويترز طالبين عدم نشر أسمائهم، تفاصيل المناقشات فيما يتعلق بهذا الصدد. ولم يعرف بعد متى سيتم اتخاذ مثل هذا القرار.
لكن مسؤلا قال لرويترز إنه جرى التشاور مع الشركاء والحلفاء.
وقال مسؤولان أمريكيان إن قرارا بالانسحاب جرى التوصل إليه بالفعل لكن لم يتسن التأكد من ذلك حتى الآن. وليس معروفا أيضا متى سيتم إعلان تفاصيل خطط الانسحاب.
ورفض البنتاجون التعليق واكتفى بقول إنه سيواصل العمل مع الشركاء في المنطقة.
وقال السناتور الجمهوري لينزي جراهام، المدافع الدائم عن الرئيس، إن الانسحاب سيؤدي إلى "عواقب مدمرة" على الولايات المتحدة والمنطقة والعالم.
وأضاف في بيان "الانسحاب الأمريكي في هذا التوقيت سيكون انتصارا كبيرا لتنظيم الدولة الإسلامية وإيران وبشار الأسد وروسيا".
ولا يزال لدى الولايات المتحدة نحو 2000 جندي أمريكي في سوريا معظمهم من قوات العمليات الخاصة التي تعمل عن كثب مع تحالف من المسلحين الأكراد والعرب هو قوات سوريا الديمقراطية.
وأدت الشراكة مع هذا التحالف على مدى الأعوام الماضية إلى هزيمة الدولة الإسلامية في سوريا لكنها أغضبت تركيا عضو حلف شمال الأطلسي التي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية، الموجودة ضمن التحالف، امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا مسلحا على أراضيها.
وتزامنت المداولات بشأن سحب القوات الأمريكية من سوريا مع تهديد أنقرة بشن هجوم جديد في سوريا. ويُنظر إلى وجود القوات الأمريكية في سوريا إلى اليوم على أنه عنصر استقرار في البلاد إذ قيد هذا الوجود إلى حد ما الإجراءات التي تتخذها تركيا ضد قوات سوريا الديمقراطية.
لكن حتى مع الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من سوريا سيظل هناك وجود عسكري أمريكي كبير في المنطقة يتضمن نحو 5200 جندي عبر الحدود في العراق.
وجرى شن معظم الهجمات الأمريكية على سوريا باستخدام طائرات حربية انطلقت من قطر ومناطق أخرى في الشرق الأوسط.
ولا يزال ماتيس ومسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية قلقين من فكرة الانسحاب من سوريا قبل التوصل إلى اتفاق للسلام ينهي الحرب الأهلية الوحشية هناك، والتي أودت بحياة مئات الآلاف من الأشخاص وشردت نحو نصف سكان سوريا البالغ عددهم قبل الحرب نحو 22 مليون نسمة.